الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عند وصولنا إلى الميقات قامت زوجتي بالإحرام لكنها وجدت نزول بعض بقع الدم علما بأنها ترضع ولم تنزل عليها الدورة منذ ستة أشهر وهي متعودة أنها لا تأتيها الدورة طالما أنها ترضع، فأكملت إحرامها ثم ذهبنا إلى الحرم فكثر عليها الدم فاغتسلت في الحرم وتحفظت وهي على قناعة إنها ليست دورة وإنما هو من جراء التعب والمشقة ثم أتينا بالعمرة ولم ينزل عليها دم بعد ذلك، فهل عمرتها صحيحة، أفتونا؟ جزاكم الله خير الجزاء، أرجو جزاكم الله خيراً سرعة ردكم لأن أيام الحج قد اقتربت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن الدم الذي ينزل من المرأة هو دم حيض؛ ولذا فقد كان الواجب على امرأتك أن تحرم من الميقات وتنتظر ولا تصلي ولا تطوف بالبيت حتى يتبين حالها، فإن استمر يوما وليلة تيقنت أنه حيض؛ لأن أقل الحيض استمرار نزول الدم يوما وليلة على المعتاد بأن تكون بحيث لو أدخلت قطنة في فرجها خرجت ملوثة بالدم، وإن انقطع لأقل من ذلك تبين أنه دم فساد ولزمها قضاء الصلاة التي تركتها، وبعد ذلك تغسل أثر الدم ولا يلزمها غسل، ثم تطوف وتكمل بقية عمرتها.

وأما إذا استمر نزوله يوما وليلة على المعتاد فهو دم حيض لا يصح غسلها منه إلا بعد رؤية الطهر بنزول القصة البيضاء أو الجفاف التام.

وعليه، فإن كانت زوجتك اغتسلت قبل الطهر فغسلها غير معتبر ولو لم ينزل منها دم بعد غسلها، وعليها أن تعيد الطهارة والعمرة. وما ارتكبته من المحظورات فما كان منها من قبيل الترفه كالطيب وتغطية الوجه والوطء ونحو ذلك فلا كفارة عليها فيه، وما كان من قبيل الإتلاف كحلق الشعر وتقليم الأظافر فعليها في كل محظور فدية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني