الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عزوف المرأة عن معاشرة زوجها.. رؤية شرعية

السؤال

عندي مشكلة
أنا شاب في الخامسة والثلاثين من العمر أي في آخر أيام الشباب. متزوج منذ عشرسنوات. أحمل شهادة بكلوريوس هندسة الكترونية وأعمل كمهندس أجهزة طبية منذ ما يقارب العشرة سنوات أيضا. تربيت في أسرة متدينة ومتماسكة حيث إني أتذكر باني أصلي من سن الابتدائية ولم أترك أي رمضان بدون صوم ولكني اليوم لا أصلي. لم يكن لي في حياتي علاقة مع بنات لا في الإعدادي ولا حتى في أيام الدراسة الجامعية ,حيث إني لم أكن حتى أقول لأي بنت معي في الجامعة صباح الخير لأني كنت أعتقد بان كلمة صباح الخير وغيرها هي مفتاح أي حديث ومن ثم بدء أي علاقة ,وأنا كنت أخاف من هذا الأمر جدا وخصوصا أني كنت اسمع أبي دائما يقول لي مثل ما تدين تدان وغدا ستتزوج يا ولدي ويصبح عندك بنات وسيفعل بهن مثلما تفعل أنت مع بنات الناس. ولكني في الحقيقة كنت أبصبص على البنات في الكلية وكنت أمارس العادة السرية ولكن ليس بكثرة لأني كما قلت كنت أصلي ولا أحب أن أجنب حتى لأتمكن من الصلاة .
على ضوء المقدمة التي ذكرتها وعند تخرجي من الجامعة طلبت من أبي أن يزوجني وإلا فإني سأنحرف لأني تربيت في بيت ميسور الحال وجيبي دائما فيه نقود وعندي سيارة آخر موديل ولذلك خفت على نفسي الانحراف وبالفعل لم يتأخر أبي عن تلبية طلبي كما هو ديدنه دائما رحمه الله.بدأت أمي بالبحث لي بين الأقارب وتزوجت من فتاة تصغرني عشرة أعوام.كنت أنا حينها عمري 26 سنة وهي 16 سنة وكانت في الإعدادي.وتزوجنا وبدأت مشكلتي.
لم أستطع أن أدخل بها إلا بعد أربعة أيام من المعاناة. واصطدمت بمشكلة ما زالت تعيش معي وهي أن هذه المرأة تكره الجنس إلى درجة بحيث صدق أو لا تصدق إني وفي هذا العمر أمارس العادة السرية ومتزوج منذ عشرة أعوام. هل تستطيع أن تتخيل الحالة التي أنا فيها. أنا لا أستطيع أن أمارس معها الجنس إلا مرة واحدة في الشهر وذلك بعد انقطاع دم الحيض مباشرة خوفا من أن يصير عندنا أطفال كما تدعي ولكن الحقيقة أنها لا تحب هذه الممارسة بل تكرهها لأنها تقول لي إنها تحس نفسها أصبحت قذرة وبالفعل تشمئز جدا عند الانتهاء وتقوم مباشرة إلى الحمام للاستحمام ورفع الآثار ( الوساخة)
يوما بعد يوم أنا أيضا صرت أكره ممارسة الجنس معها وشيئا فشيئا صرت أتابع الأغاني الأجنبية والأفلام ومواقع الانترنت الإباحية طلبا لممارسة العادة السرية. أنا أمارس العادة السرية بشكل يومي تقريبا وتركت الصلاة منذ ما يقارب الخمس سنوات .من الأيام الأولى لزواجنا فكرت أن أطلقها ولكني لم أفعل خوفا من أهلي ومن وضعي الاجتماعي وخوفا من الفضيحة التي سأسببها لها وهي فتاة جدا رقيقة وجميلة وحسنة الخلق ومتدينة وتسمع الكلام وكل الصفات الحلوة فيها .
تعرفت منذ فترة على فتاة في العمل أعجبت بها بداية ومن ثم أحببتها وتجرأت وقلت لها ذلك وتفاجأت بأنها تبادلني نفس المشاعر,وتطور الموقف بسرعة قصائد وحب وغزل والخ. وزوجتي بالطبع لا تعرف شيئا عن الموضوع.
أنا منذ عشرسنوات أطلب وأدعو من الله أن يأخذها إلى جانبه ويريحني منها علما بأن عندي منها ثلاثة أطفال وهي تحبني ( عفوا تودني ) , ولكني حقيقة أطلب من الله الخلاص منها لأني محتاج لأن أمارس الجنس بشكل صحيح حتى أعود لحياتي وصلاتي إن شاء الله ولا أنجرف أكثر في هذا التيار لأنه سيأخذني إلى المومسات المتوفرات وبشكل جدا سهل ورخيص .
لا أمتلك الجرأة ولا الشجاعة لأن أطلقها خوفا على مصلحة أولادي أولا ووضع أهلي وأهلها الاجتماعي لأن الأهل أصدقاء حتى إنني أنا وأخوها نعمل سويا, وكذلك ولنفس الأسباب لا أستطيع الزواج مرة أخرى .
الشيطان أوحى لي بأن أقتلها ولكن استعذت بالله منه .
أتمنى اليوم أن تموت لعلي أرتاح. أو حتى أن أموت أنا لأن هذا خلاص لي منها
أشغل نفسي يوميا بالعمل طوال اليوم حتى لا أعيش معها الحياة الزوجية لأني ما إن أعيش معها كزوجين إلا وأتصرف بشكل لا إرادي وأمد يدي على جسدها وهي تردني وترفع يدها عني وأنفعل جدا لهذا الرفض وهي تقول لي لا تستطيع أن نجلس سوية بدون ما تمد يدك ألا يمكن أن تكتفي بالقبلات فقط ولكني غالبا لا أستطيع خصوصا أنها جميلة جدا وبالتالي أنفعل وأحتقر نفسي لما فعلت لأني أصلا بدأت وكان علي أن لا أبدأ لأني أعرف مسبقا ماذا ستفعل وكيف ستردني
أريد المساعدة رجاء وإلا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نقول للأخ إن عليه أن يعلم زوجته ويبصرها بما يجب عليها من إجابة زوجها للفراش وحرمة الامتناع عن ذلك ويراجع فيه الفتوى رقم: 1780

ثانيا: ينبغي للأخ أن يعمل على تغيير تصور زوجته الخاطئ عن المعاشرة الزوجية ، فالمعاشرة ( الجماع ) بين الزوجين ليست شيئا قذرا أو قبيحا، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم أطهر الخلق وأشرفهم كان لهم أزواج وذرية كما قال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً {الرعد 38}

قال القرطبي رحمه الله: أي جعلناهم بشراً يقضون ما أحل الله من شهوات الدنيا، وإنما التخصيص في الوحي. ثم قال: وهذه سنة المرسلين كما نصت عليه هذه الآية، والسنة واردة بمعناها، قال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم..الحديث. وقد تقدم في ( آل عمران ) وقال: من تزوج فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الثاني. ومعنى ذلك أن النكاح يعف عن الزنى، والعفاف أحد الخصلتين اللتين ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما الجنة فقال: من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة، ما بين لحييه وما بين رجليه. خرجه الموطأ وغيره. وفي صحيح البخاري عن أنس قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزوج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها! فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم! قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال الآخر: إني أصوم الدهر فلا أفطر. وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. خرجه مسلم انتهى كلامه

وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.

ثم إن المعاشرة الجنسية والرغبة فيها شيء فطري خلقه الله سبحانه في غالب البشر؛ بل حتى في الحيوانات لحفظ النسل والنوع البشري والحيواني، فمن يعزف عنها ويزهد فيها ربما يكون مريضا وبالتالي، فلك معالجة زوجتك التي ذكرت من حالها ما ذكرت وطلب الدواء لها، فإن لكل داء دواء، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله

وربما يكون لعزوفها سبب راجع إليك، أو لطريقتك في الجماع، فينبغي أن تصارحها وتصارحك في سبب عدم رغبتها في الجماع، وننصح بتعلم فن العشرة وإثارة المرأة فإن لذلك طرقا وأساليب تجدها في بعض الكتب والمواقع النافعة ونحيلك على الفتوى رقم: 54949

ثم نقول للأخ: إنك حين تركت الصلاة قد أعنت الشيطان على نفسك وتنكبت طريق السعادة والحياة الطيبة، وقطعت الصلة بينك وبين ربك وخالقك الذي بيده ناصيتك وبيده صلاحك وصلاح زوجتك فلا تلومن إلا نفسك.

فبادر أخي إلى الصلاة، وتب إلى الله من تركها، فإن ترك الصلاة أمر في غاية الخطورة، وتراجع الفتوى رقم: 6061 لمعرفة حكم ترك الصلاة .

وتب أخي من مشاهدة صور النساء في الأفلام والمواقع الإباحية فإن ذلك لا يجوز، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6617 للأهمية

وعليك التوبة أيضا من علاقتك بالفتاة الأجنبية فإنه لا يحل لك مثل هذه العلاقة، فإن أردتها بما أحل الله وهو الزواج وكانت على دين وخلق فتزوجها، فقد أباح الله الزواج مثنى وثلاث ورباع، وإذا خفت على نفسك الفتنة وكنت قادرا على التعدد فلا تتردد في الزواج من ثانية، فذلك حل شرعي لمثل حالك، فلا تجامل في هذا الأمر أحدا، واحذر من أن يستدرجك الشيطان إلى ما يفسد دينك ودنياك، فلقد أصابنا ما أصابنا ونحن نقرأ قولك (أوحى الشيطان إلي أن أقتلها) فاحذر كل الحذر من وساوسه، واتبع ما أباحه الله لك، ففي الحلال غنية.

نسأل الله عز وجل أن يردك إلى دينك وصلاتك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه إنه سميع قريب.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني