الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل قهر النفس الإمارة بالسوء

السؤال

سيدي الشيخ أنا إنسان في المهجر وملتزم والحمد لله ولا أزكي نفسي، وأعمل الخير وأحب مساعدة الآخرين من الإخوة والفقراء والمحتاجين وعيني تدمع عندما أرى ما يحصل للمسلمين المستضعفين في وقتنا هذا، في السابق كانت لي مشكلة الوسوسة التي سأل عليها الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث والله أعلم تأتينا وسوسة في أنفسنا لن نستطيع أن نقولها لك يا رسول الله، قال أتنحرجون منها، قالو: نعم، قال: هذا من الإيمان. الله أعلم وظننت أني أنا الذي أقول الأشياء الموسوسة في نفسي حتى شرح لي أحد الإخوة بأن الله لا يحاسبنا على هذه الأشياء وهو الغفور الرحيم، والحمد لله تحسنت زمنا، أما الآن عندي حالة غريبة في نفسي مضاد لخلقي وأعمالي ومساعدتي للآخرين ما يحصل أني أتحدث مع أصدقائي ويقولون مثلاً اشتريت سيارة أو منزلاً أو تحصلت على شيء أقول ماشاء الله أو أبارك له أحس بانحراج في صدري العياذ بالله يحمر وجهي وهذا مخالف مع خلقي وأعمالي ونصيحتي للناس، شيء غريب في نفسي ويسبب لي قلقاً في حياتي ودائماً أدعو الله أن يبعد عني هذا الشيء، وأتعوذ من الشيطان الرجيم وأرقي نفسي من فضلك يا شيخي الكريم أن تساعدني بالترهيب والترغيب وأني أخاف الله، لو سمحت الرد علي من عندك وبعلمك ولا أريد طبيبا نفسيا وأطلب منك الدعاء لي ولجميع المسلمين والمسلمات؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننصحك بتقوى الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء والاستعاذة به من شر النفس والشيطان، وعليك بالانشغال بنفسك وإصلاحها وأداء ما فرض الله عليك وما استطعت من النوافل وأعمال الخير.

ولتعلم أنه لا راد لقضاء الله تعالى ولا معقب لحكمه ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، فهو سبحانه وتعالى المتصرف في ملكه بما شاء، كما قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {آل عمران:26}.

فإذا علم المسلم هذه الحقائق واعتقدها بقلبه ووطن نفسه على القناعة بها وطبقها في واقع حياته سلم الأمر لله تعالى وهانت عليه الدنيا وتقلباتها، وبذلك يتغلب على كثير من وساوس الشيطان والنفس الإمارة بالسوء، ونسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والتوفيق وسلامة الصدر من الحقد والغل والحسد وسائر أمراض القلوب، ولمزيد من التفصيل وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 5557، والفتوى رقم: 14710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني