الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في غير أوقات الدوام الرسمي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالمشايخ الكرام: ( المقدمة )أنا شاب من بلاد الشام عمري 26 سنة مسلم ومتدين ولله الحمد مقيم مع أهلي بإحدى الدول الخليجية وأحمل شهادة جامعية بإحدى التخصصات الطبية... وبعد انتهائي من الجامعة تقدمت لامتحان التوظيف في الجهة الحكومية التي تقدم الخدمات الصحية في البلد الذي أقيم فيه ونجحت والحمد لله وكانت ظروف التوظيف كالتالي:* لم يقبلوا أن ياخذوا طلب التوظيف في البداية للترشح للامتحان من دون أن يعطيهم والدي موافقته على التنازل عن إقامتي.* بعد النجاح في الامتحان لم تعط لجنة المقابلة أيا من المقبولين مكانته العلمية الفعلية التي يستحقها بل عينونا على درجة مساعد التي يستحقها من درس دبلوم لمدة سنتين وليس حامل شهادة البكالوريوس كما أنهم عينونا بمسمى عقود داخلية التي تنفي عن الموظفين حق الحصول على سكن منهم وتذاكر الطيران السنوية ؛ أي أنهم ظلمونا بإعطائنا المكانة الوظيفية الأقل من درجتنا العلمية وبالتالي راتب شهري أقل من حقنا الطبيعي أضف إلى أن خسارة ميزة السكن التي لا تعدلها خسارة في ظل الارتفاع القياسي للايجارات...* كأي شاب في مقتبل العمر يبحث عن عمل ويرغب في إراحة أهله من مصروفه أو حتى مساعدة أهله على قدر استطاعته فقد كنت مضطرا لتوقيع عقد العمل وإن كنت أظنه جائرا كما أن إقامتي وقت التوقيع على عقد العمل كانت قد أصبحت سلفا –حسب شروطهم– على الجهة الحكومية التي سأعمل لديها ففي ذلك الوقت لم يكن لدي خيار سوى الموافقة والتوقيع لأنني فقدت إقامتي على والدي...* ينص عقد العمل على المادة التالية: يحظر على الطرف الثاني (الموظف) خلال خدمته مع الطرف الأول الالتحاق بأية وظيفة أخرى لدى طرف آخر بأجر أو بدون أجر.
السؤال: إنني ولله الحمد أتقاضى راتبا شهريا يعادل 4500 ريال سعودي ولكن لدي أخوان يدرسان بالجامعة أقوم بحمد لله وتوفيقه بتسديد الرسوم الجامعية وقدرها 24000 ريال سعودي على الأقل وهما مازالا في بداية المرحلة الجامعية لهما كما أقوم بشراء بعض الأغراض للبيت وبنهاية كل شهر أي عند موعد الراتب التالي أكون قد أفلست تماما وغالبا ما يتبقى معي خمسة ريالات إن لم أستلف... المهم أن علي التزامات مالية كثيرة منها الرسوم الجامعية لأخوي ودفع البدل النقدي في بلدي لأتجنب الخدمة العسكرية ومقداره 5000 دولار وكذلك شراء سيارة معقولة فأنا لحد الآن آخذ للعمل سيارة والدي أضف إلى ذلك الزواج فعلى أي شاب أن يسعى للزواج وإنا لست خاطبا (مرتبطا) حتى الآن... أي أنني أريد أن أقول إن راتب العمل الذي اتقاضاه لا يعدل شيئا من الالتزامات المالية التي علي والتي أراها كلها ضرورية ومهمة... وكنت بحثت عن عمل إضافي (مساء) على أساس إني موظف حكومي صباحا وإقامتي على جهة حكومية لكن أحد الم يستجب لي لأنهم يشترطون نقل الكفالة (الإقامة) حسب قوانين البلد الذي أعيش فيه... وبعدما رأيت أن الصراحة والصدق في نقل ظروفي لم تعد علي بنتيجة في البحث عن عمل إضافيتقدمت بسيرتي الذاتية إلى شركة عالمية ونجحت بالمقابلة الشفهية والحمد لله وطلبت منهم العمل لديهم كمتدرب ومساءاً فقط مقابل أن يعطوني راتبا بسيطا مقارنة بما يتقاضاه الموظفون المتفرغون لديهم وكانت من المزايا التي أعجبتهم أن معي سيارة والدي وأحمل رخصة سواقةوأنني مقيم بهذا البلد وأعرفه جيدا... وطبعا أنا لم آخذ حق غيري بهذه المقابلة لأنهم لم يقابلوا أحدا سواي-على حد علمي– وهم يخططون لاستحداث وظيفة جديدة بدوام كامل بعد سنة تقريبا فأرادوا أن يدربوني لأكون جاهزا وقتها إن أردت الاستمرار لديهم... ولكن عندما سألوني هل تعمل قلت لهم أنا أتدرب في تلك الجهة الحكومية وأنا فعلا ما زلت تحت التجربة والاختبار والتدريب في جهة عملي الأساسية وسألوني هل تتقاضى راتبا من تدريبك هناك؟ أجبت إن المتدربين لديهم (وكنت أقصد المتدربين قبل التوظيف وليس بعده) لا يتقاضون شيئا، ثم سألوني إقامتك على من؟ قلت لهم إقامتي عائلية أي على والدي لأنني أعلم أن جهات العمل تشترط نقل الكفالة للتوظيف لديها وإن كنت أخبرتهم بحقيقة جهة كفالتي لكان ذلك كافيا والله أعلم لرفض الموضوع من قبلهم... المهم الآن أنهم صدقوني وقبلوني متدربا مساء ووثقوا في وتمنوا لي التوفيق وعاملوني معاملة لطيفة وطلبوا مني التفاني في عملي لكي أكون الأجدر بالوظيفة الجديدةالتي سيستحدثونها بعد عام تقريبا... فضيلة الشيخ عفوا على الإطالة لكن سؤالي الآن هو: بعد شرح ظروفي كاملة:(1) هل يحق لجهة العمل الحكومية أن تشترط علي في العقد ألا أعمل لدى غيرها مع أن عملي لدى غيرها لن يؤثر بأي حال من الأحوال على التزامي بعملي لديها وكفاءة عملي أي هل أكون بعملي لدى غيرها أخالف الحديث الشريف " العقد شريعة المتعاقدين"، مع العلم بأن العديد من الموظفين يعملون أعمالا أخرى بعد الدوام لتحسين أحوالهم المعيشية؟ وأليس في شرطهم هذا إذلال واستعباد واستغلال للموظفين لديهم؟(2) هل أكون قد دلست أو غششت هذه الشركة العالمية إذ لم أخبرهم حقيقة ظروفي والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " من غشنا فليس منا " وأؤكد أني متدرب فقط معهم ولست موظفا كامل المزايا والمسؤولية وهل راتبي منهم حلال؟ مع العلم بأنه إن لم أعمل عملا آخر فلن أستطيع الوفاء بالتزاماتي سوى رسوم الجامعة لخوي أي أنني مضطر تماما للعمل الإضافي لتحسين ظروفي... أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالموظف في شركة أو مؤسسة حكومية كانت أ وخاصة يعتبر أجيراً خاصاً، ومن المعروف في الشريعة أن المستأجر لهذا الأجير يملك منافعه في زمن الإجارة أي في مدة الدوام الرسمي بالنسبة للموظف، أما خارج مدة الدوام الرسمي فليس له عليه سبيل، فله أن يعمل ما شاء خارج هذا الدوام.

وعليه، فلا نجد مانعاً شرعياً في عملك لدى جهة أخرى غير جهة عملك إذا كان ذلك في غير الدوام الرسمي، ليس له تأثير على عملك، فلا يلزمك الوفاء بالشرط المانع؛ لأنه شرط لا اعتبار به.

وأما إيهامك الشركة الأجنبية بإنك لا تعمل إلا متدرباً فنرجو أن لا تؤاخذ عليه إذ هو نوع من المعاريض والتورية وفي المعاريض مندوحه عن الكذب.

وننبه الأخ الكريم إلى أن قولك (العقد شريعة المتعاقدين) ليس حديثاً ولكنه كلام صحيح بشرط أن لا يتضمن العقد شيئاً يخالف الكتاب والسنة، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله، من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني