الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا يا شيخ أهلي في منطقة وأنا أشتغل في منطقة أخرى تبعد 600 كم عن منطقة أهلي ولست متزوجا ولست أدري أين أستقر ففي أي المنطقتين يستحق لي أن أجمع وأقصر؟ وجزاك الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوطن الشخص هو بلده الأصلي أو البلدة التي انتقل إليها وتوطنها وليس له قصد في الخروج منها إلا لحاجة كتجارة أو طلب علم ونحو ذلك، ثم العودة إليها.

قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع: الأوطان ثلاثة: وطن أصلي، وهو وطن الإنسان في بلدته أو بلدة أخرى اتخذها دارا وتوطن بها مع أهله وولده، وليس من قصده الارتحال عنها، بل التعيش بها... اهـ.

وقال الشمس الرملي رحمه الله تعالى في نهاية المحتاج: والمستوطن هنا من لا يظعن شتاء ولا صيفا إلا لحاجة كتجارة وزيارة.

ولا ينتقض الوطن الأصلي إلا بمثله لا غير، وهو أن يتوطن الإنسان في بلدة أخرى وينقل الأهل إليها من بلدته مضربا عن الوطن الأول ورافضا سكناه، فإن الوطن الأول يخرج بذلك عن أن يكون وطنا أصليا له.

والأصل فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين من أصحابه رضي الله عنهم كانوا من أهل مكة وكان لهم بها أوطان أصلية، ثم لما هاجروا وتوطنوا بالمدينة وجعلوها دارا لأنفسهم انتقض وطنهم الأصلي بمكة، حتى كانوا إذا أتوا مكة يصلون صلاة المسافرين، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بهم: أتموا يا أهل مكة صلاتكم، فإنا قوم سفر. ولا ينتقض الوطن الأصلي بوطن الإقامة، ولا بوطن السكنى، لأنهما دونه، والشيء لا ينسخ بما هو دونه.

وعليه، فمحل عملك يعتبر دار إقامة وليس وطنا ما لم تجعله وطنك حسب التعريف السابق، فإذا سافرت إليه ونويت الإقامة فيه أربعة أيام فأكثر لزمك إتمام الصلاة على ما رجحه فقهاء الشافعية وغيرهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني