الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المن بالنفقة على الزوجة

السؤال

زوجي أى مصروف يصرفه علي يبدأ يمن و يقول أنا صرفت عليك كذا و كذا وأحيانا يسجل كل المصاريف في مذكرة وأنا متضايقة من هذا الفعل علما بأنه إذا صرف على أحد غيرى مثل أهله أو أي أحد آخر فلا يذكر المصاريف، فأرجو أن تقولوا لي هل من الواجب أن يصرف علي زوجي أم لا؟
و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نهى الله سبحانه عن المن بالصدقة، وجعل المن مبطلا لها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى {البقرة:264}. هذا في صدقة التطوع التي لا تجب على الإنسان فكيف بما هو واجب عليه، فالنهي عن المن بالواجب يكون أعظم، لأنه ليس له أن يمن به أصلا؛ ومن المعلوم أن النفقة على الزوجة واجبة على الزوج، فليس لهذا الزوج أن يمن على زوجته بما ينفقه عليها لسببين:

الأول: أن هذه النفقة واجبة عليه فلا منة له عليها بها.

الثاني: أن المن حرام ومبطل للعمل.

فعلى هذا الزوج التوبة إلى الله من هذه المعصية وليحذر من هذه الصفة التي هي من صفات المرائين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ {البقرة:264}. وعليه أن يعاشر زوجته بالمعروف وليس من المعروف أن يمن بما ينفقه عليها من نفقة هي واجبة عليه في الأساس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني