الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية معرفة صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية

السؤال

ما أهمية دراسة صفات النبي لدارسي السنة النبوية؟ ولماذا تعتبر صفات النبي صلى الله عليه وسلم من السنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية مما يتأكد على كل مسلم معرفتها، ولذلك اعتنى السلف الصالح بنقلها، وهي من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد نبي قبله صلى الله عليه وسلم ولا زعيم ولا غيره نقل عنه أصحابه كل سكنات حياته من قيامه وقعوده وكلامه وسكوته حتى في داخل بيته وعند قضاء حاجته. وأيضا معرفة صفته أمارة لأهل الكتاب للإيمان به صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ {البقرة: 146}. وقال تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ {الأعراف: 157}. قال ابن كثير: وهذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء بشروا أممهم ببعثه، وأمروهم بمتابعته، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم. اهـ. وأيضا من فوائد معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم الاقتداء به في أخلاقه الكريمة وفي هديه الظاهر؛ كقص الشارب وإعفاء اللحية وتقصير الثوب إلى غير ذلك. قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {الأحزاب:21}. وأيضا لمعرفة صورته الكريمة حتى إذا أكرم الله الإنسان برؤيته في المنام عرفه صلى الله عليه وسلم، كما قال صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي. رواه مسلم.

ولمعرفة صفات النبي صلى الله عليه وسلم، راجع الفتويين: 36526 ، 51979. أما كونها من السنة فلأن السنة في اصطلاح أهل العلم هي: كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. واعلم أن اتباع صفات النبي صلى الله عليه وسلم يكون إما واجبا أو مستحبا أو مباحاً، وراجع الفتويين: 52924 ،24214.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني