الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان أعدى أعداء الإنسان

السؤال

رأيت نكتة عن الشيطان الرجيم... أنه مطرب الشباب الأول وسينزل ألبومه الجديد بعنوان (مش حخش النار لوحدي)... إلى الآن أرى أنها ليست مزحة... لأني أعلم أن الله سبحانه أمرنا أن نتخذه عدوا ونستعيذ بالله منه عند ذكره... لأنه إذا أمرنا أن نتخذه نكتة فأتصور أننا مطلقا لن نذكر الله... هل ما فكرت به صحيح؟؟؟
شكرا لكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حذرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من كيد الشيطان الرجيم لابن آدم، وأخبرنا الله أنه أعدى أعداء الإنسان، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً{فاطر: 6}. وقال أيضا: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {يـس:60}. وأخبرنا سبحانه أنه لا يأمرنا إلا بما يردينا، فقال: سبحانه: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ {البقرة: 268}. ولذلك حذرنا من اتباعه فقال: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ{البقرة: 168}. ومن رحمة الله بنا أن أرشدنا إلى التعاويذ والتحصينات التي تذهب كيد الشيطان وتصرفه عنا، ومن ذلك المعوذتان، كما أن السنة ملأى بالأذكار النبوية والآداب المصطفوية التي تحفظ ابن آدم في صباحه ومسائه وكل أحواله من عدوه اللدود الذي يراه ولا يراه ابن آدم. فإذا حوَّل شخص من الذين سفهوا أنفسهم هذه العداوة -التي جعلها القرآن عقيدة في قلب كل مؤمن بالله العظيم- إلى أغنية أو طرفة فإن ذلك دليل على خفة عقله وغفلته واستجابته لعدوه؛ بل إنه يكون جندياً من جنوده.

هذا.. وإن الذي وقع في قلبك وفكرت فيه صحيح ودليل على نضج عقلك وذكاء قلبك. ثبتك الله على طريق الهداية، وصرف عنك طرق الغواية، وحصنك من الشيطان الرجيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني