الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أود قبل أن أرسل سؤالي وبعد التقدم بالشكر الجزيل لكم إعلامكم بأن الفتوى التي سأحصل عليها منكم سأجعلها فتوى خاصة بي فقط وذلك لحساسية الموضوع وسؤالي جزاكم الله خيرا هو : أنا كنت مديرا قائما بكل أعمال الشركة وشريك أيضا بحصة الربع في شركة للمواد الغذائية اختلفت مع شريكي حول استكمال تسديده حصته من رأس مال الشركة وعند التصفية قرر الخروج على أن أجلب شريكا جديدا يدخل مكانه ويدفع له كل ما دفعه هو بالسابق أي بلا ربح ولا خسارة الذي حصل أنه وافق بالبداية وبعد عدة شهور وأثناء الاتفاق مع الشريك الجديد أتي شريكي السابق إلى مكتبي وطلب مني التخلي له عن الشركة بالكامل والخروج منها تماما بحجة أن كل النقود كانت منه وهو يعتبر صاحب الشركة الوحيد أخبرته بأن لي ربع الشركة كما هو متفق فرفض وطلب مني تسليم الشركة بالكامل بل وتحميلي كافة الخسارة المترتبة على مضي السنة الأولى للتأسيس وهنا أنا رفضت حيث إنني كنت أعتمد على القانون لأن حصتي مسجله في العقد وأخبرته بأني مستعد لترك الشركة مقابل حصتي وتبقى حصته ولكن الذي جرى أنه وبالاتفاق مع موظف يعمل عندي بوظيفة نائب مدير عام سرق شيكا موقعا على بياض موجود في الخزنة وباعه إلى شريكي السابق فكتب شريكي مبلغا أضعاف مضاعفه عن حصته تبلغ حوالي مليون ونصف مليون دولار أمريكي علما بأن الشركة بموجوداتها لاتساوي 300 ألف دولار وبتقديمه للشيك في الدولة التي أنا فيها حصلت على حكم ثلاث سنوات سجن مع الإبعاد وهذا من حوالي سنة وشهرين وقد حاولت معه بكل الوسائل للحل الودي حتى تركي له الجزء الكبير وهو حصتي ولم أطلب إلا رواتبي عن الإدارة فقط ولكنه رفض تماما علما بأنه تبجح أكثر من مرة وأمام موظفيه وأنا أعرف منهم موظفين بكيفية سرقة الشيك عن طريق موظفي ولكن كل الموظفين رفضوا أن يشهدوا معي بالمحكمة خوفا منه ومن قطع أرزاقهم فبالتالي أنا الآن بحاجة إلى شاهد معي ليشهد بسرقة هذا الشيك فسؤالي هل يجوز لي أن أطلب من صديق لي الشهادة معي بما سمعوا به موظفي شريكي أي بصورة أوضح أن يقول صديقي ( أنا كنت ممن سمعت فلان وهو يتكلم عن كيفية سرقة الشيك عن طريق موظف محمد) علما بأنه حق وأنني يمكنني استماع تلك الشهادة من موظفي شريكي الذي اعترف امامهم شريكي بكيفية السرقة فأسمعه لهذا الصديق وهذا ليفك الله أسري وأنتهي من هذه المشلكه التي أنا واقع فيها منذ سنة وشهرين علما بانني متزوج قبل المشلكة بشهور فقط وهذا سبب لي المشاكل الكثيره والضرر النفسي لي ولزوجتي ولوضعي امام الناس ولمهنتي وشرفي المهني علما بان هذا الشريك اعتدى علي ايضا بالضرب والإهانة وأمام موظفيه ،فلا حل امامي الا بالشهود وعلما بانني حبيس منزلي وكل فترة اتنقل خوفا من المباحث التي تبحث عني باستمرار ولم أشاهد أهلي ولا بلدي منذ تلك الفتره وليس لي مورد رزق أصرف منه لعدم استطاعتي العمل وهذا الشاهد ( صديقي ) لن يقول إلا الحق ولكن بدل أن يقول سمعت فلانا والذي هو موظف عند شريكي لأن هذا لا ينفع في المحكمة سيقول أنا سمعت الشريك وهو يتباهى بكيفية سرقة الشيك افيدوني بالسرعة الممكنة جزاكم الله خيرا مع تقدير وضعي والضيق الذي ألم لي وكاد يخنقني وأنه يعتبر الباب شبه الوحيد لنجاتي مع العلم بأنني صادق والله خير الشاهدين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشهادة يجب أن تكون بحسب ما سمعه الشهداء، فإذا كان صديقك سمع فعلاً من غريمك هذا الكلام فله أن يشهد بما سمع، بل يجب عليه أن يشهد لأنه تتعين عليه هنا الشهادة لدفع الظلم والضرر عنك، كما قال تعالى: وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ {البقرة: 283}. وأما إذا لم يكن سمع من غيرك هذا الكلام فلا يحل له الكذب في الشهادة، إذ كيف يجوز له أن يقول سمعت من فلان كذا وكذا وهو لم يسمع منه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كما أن شهادة الزور والكذب حرام وإن قصد به التوصل إلى حقه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني