الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنتديات التي يساء فيها إلى الإسلام

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإنه انتشرت بشبكة الإنترنت ما يعرف بالمنتديات والمنابر الحرة والتي يتناقش ويتحاور فيها مجموعة من الأشخاص في شتى الأمور والمواضيع في كافة مناحي الحياة وقد تكون هذه المناقشات والحوارات بالكلمة المكتوبة أو بالصوت أو بالصوت والصورة. وتدور ببعض هذه المنتديات حوارات ساخنة في العديد من المواضيع يبدي فيها كل متحاور آراءه وأفكاره بصورة توضع لها في غالب الأحيان بعض الضوابط واللوائح من قبل الجهة أو الشخص الذي يدير أو يشرف أو يملك هذا المنتدى. وتسعى هذه الجهة ومن أجل أن توسع مجال المشاركة أن لا تتشدد في هذه الضوابط واللوائح بحيث تعطي فسحة للمشاركين للتعبير عن آرائهم وأفكارهم ومعتقداتهم في جو من الحرية مشيرين إلى أن ليس كل ما يرد في المنتدى يعبر عنها أو عن آرائها أو معتقداتها.
ومن خلال تصفحي لشبكة الإنترنت وقفت عند العديد من هذه المنتديات وخاصة الناطقة بالعربية، فوجدت في بعضها بعض الكتاب الذين يسيئون للأديان والرسل والكتب السماوية والعديد من المعتقدات الدينية ناهيك عن الإساءة لبعضهم البعض وذلك إما بصورة واضحة جلية أو بصورة مستترة خاصة إذا كانت ضوابط ولوائح المنتدى تنهى عن الخوض في مثل هذه الأمور أو تعطي مساحة أكبر من حرية التعبير.
وسؤالي هو ما رأي الدين في التواجد في مثل هذه المنتديات للمتصفحين لها والمشاركين فيها وإن كانوا لا يخوضون فيما يخوض فيه البعض من إساءات؟ وما هو الواجب عليهم حينئذٍ؟ ثم هل يجوز قراءة أو مواصلة قراءة المواضيع التي تشمل هذه الإساءات؟
ثم ما رأي الدين في الذين يملكون ويديرون هذه المنتديات؟ ما هي الواجبات التي عليهم وكيف يتصرفون من ناحية شرعية تجاه هذا الأمر؟
الرجاء إفادتنا بالرؤية الشرعية لهذا الموضوع لكافة جوانبه وإن خرجت من نطاق السؤال مدعمة بالأدلة والبراهين من الكتاب والسنة أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز للمسلم أن ينشئ موقعا أو أي وسيلة تكون سببا لعرض الشهوات والطعن في الإسلام أو تشويه صورته أو الإساءة إلى المسلمين بأي وجه كان ذلك.

وحرية الرأي وإن كانت مكفولة في الإسلام فإنها لا تبيح الافتراء والكذب والإساءة إلى الله تعالى، وإلى دينه ورسله وأتباعهم، ومن فعل ذلك فهو كافر لا حظ له في الإسلام، وكذلك من أعانه ووفر له الوسائل والمنابر ليبث من خلالها سمومه وأحقاده، لأن وسيلة الشيء جارية مجراه.

وعلى أصحاب هذه المنتديات إذا فتحوا حوارات بين المتحاورين أن يكون الهدف من ذلك إظهار الحق والوصول إلى المعلومة الصحيحة.

كما يجب على المحاور احترام الآخرين ولو لم يوافقهم في الرأي ولو كانوا أهل باطل، فقد علَّم القرآن الكريم أتباعه أدب الحوار فقال تعالى: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125} وقال تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {العنكبوت: 146}.

وإذا كان المسلم لا يستطيع الرد على هؤلاء بالحجج الدامغة والأدلة القاطعة فليس له أن يحاورهم، بل يترك ذلك لأهل الاختصاص الذين يستطيعون الرد عليهم وتزييف باطلهم، وهم موجودون ولله الحمد بكثرة.

وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية: 51603، 1109، 6069، 48247.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني