الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنجمون كذابون ولو صدقوا

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذب المنجمون ولو صدقوا) نعرف أن هناك علم التنجيم والنجوم وإن من صدقه وعمل على أساسه لم تقبل له صلاة أربعين يوما كما قال الرسول الكريم في من أتى عرافا, وإن من الناس من يصدق التنجيم بالكواكب والنجوم مما يرتب أوضاعا انهدامية للأسرة والمجتمع ورغم أني لا أصدق ذلك أمرا من رسول الله إلا أنني وجدت فيه حقائق (بغض النظر عن الأمور الغيبية فهي أمور حدثت في الماضي كيوم الميلاد وطبيعة الشخصية المكونة للفرد) فما قول الإسلام في ذلك؟ وإن تحققت بعض الأشياء في أناس فهل ندعو الله أن يغير حدثا مستقبليا ينطبق على نفسي مثلا بشيء فيه خير ؟أم هذا يعد ليس من حقي فهي أمور كتبت في القدر من قبل الله عز وجل؟ وما تفسير الأمور الغيبية التي تتحقق في بعض الأحيان وهي أمور عامة على حسب تاريخ ميلاد الشخص في علم النجوم؟
والله أسأل أن يهدينا إلى ما فيه خير وصلاح لنا وللمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما ذكره السائل من التنجيم الذي يسمى علم الفلك الاستدلالي، ويقوم المنجم بالاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية وهم يصدقون ويكذبون وهو محرم بالنص والإجماع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد. رواه أبو داود عن ابن عباس. وقال الإمام النووي في شرح مسلم: الكهانة في العرب ثلاثة أضراب.. الثالث: المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما، لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها.. وهذه الأضراب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم كلهم الشرع، ونهى عن تصديقهم وإتيانهم. اهـ. بتصرف.

وقد سبق تفصيل ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 55006، 58734، 59672.

أما تحقق بعض الأمور الغيبية فقد يكون عن طريق الجن الذي يسترق السمع؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1850، 17507 أو عن طريق التخرص والتخمين، أو عن طريق ما ذكرناه من الاستدلال بالنجوم والمقدمات التي يدعي الكهنة معرفتها، والواجب على المسلم عدم تصديقهم أو الركون إليهم، وإن صدقوا في بعض الأحيان، كما قال عن الشيطان: صدقك وهو كذوب. رواه البخاري.

أما الدعاء برفع البلاء أو رد القدر فثابت. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية : 18306، 1044، 35295، 54532 ، ولكن بدون الركون والتعلق بكلام هذا الكاهن أو تصديقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني