الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدة الذين شاركوا في غزوة بدر الكبرى

السؤال

توضيح خلاف المفسرين في عدد اللذين شاركوا في غزوة بدر .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اتفق أهل السير والتفسير والأخبار على أن الذين شاركوا في غزوة بدر من الصحابة رضوان الله عليهم كان عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، والبضع ما بين الثلاث إلى التسع، كما قال أهل اللغة. فقد روى البخاري وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوزه معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاث مائة. وفي رواية الترمذي: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا.

وقد وقع في بعض الروايات: أربعة عشر، وفي بعضها: خمسة عشر، وفي بعضها: سبعة عشر، وفي بعضها: تسعة عشر.

وفي رواية لابن جرير: أنهم كانوا ثلاث مائة وستة رجال، وقد جمع الحافظ ابن حجر في الفتح بين هذه الروايات بما خلاصته: أن الجمع لم يشهدوا القتال، وإنما شهده منهم خمسة أوستة وثلاث مائة كما أخرجه ابن جرير، وكأنه لم يعد فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبين وجه الجمع: بأن ثمانية أنفس عدوا من أهل بدر ولم يشهدوا القتال وإنما ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهام لكونهم تخلفوا في مهمات كلفهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد، وأبو لبابة، وعاصم بن عدي.. وبعضهم ضم إليهم من حضر ولم يؤذن له في القتال لصغر سنه كالبراء بن عازب وابن عمر وأنس.

فالخلاف إذا لفظي، فعدد الذين شاركوا في القتال بالفعل ثلاثمائة وستة، وما زاد على ذلك كان في مهمة تخدم المسلمين، ولهذا شاركوهم في الأجر والغنيمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني