الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مناداة الشخص باسمه بين الإباحة والكراهة

السؤال

لي أخ أصغر مني بـ 4 سنوات, تزوج من امرأة تصغرني بـ 11 عاما, وتناديني باسمي بدون ألقاب, وكنت أجد في هذا إهانة لي, وعندما صارحت أخي بذلك أجاب أن الرسول عليه السلام كان ينادي عمه وعمته باسمهما، واستدل بذلك على أنه ليس لي الحق في طلب ذلك, فهل هذا صحيح, وإن كان صحيحا فهل أصبح من حقي أن أنادي أي كبير باسمه ولم يكن علي إثم، حتى ولو كان عمي أو خالي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا يحرم نداء الكبير باسمه ولا إثم في ذلك على من فعل، فلا بأس بأن تنادي من هو أكبر منك باسمه، ولا أن يناديك من هو أصغر منك باسمك، وما سألت عنه مما إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى عميه باسميهما فإنه صحيح، فقد روى أبوهريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال: يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً... الحديث. متفق عليه.

ولكن إذا كان هناك عرف يقضي بأن مناداة الكبير باسمه فيها إهانة له وعدم توقير، فينبغي هنا مراعاة هذا العرف، لما يترتب على عدم مراعاته من مفاسد وإثارة للعداوة والبغضاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني