الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحزن والاكتئاب والجماع في نهار رمضان

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأخي المفتي المحترم حياك الله... أنا شاب أبلغ من العمر 28 متزوج حديثا وأنا في صحة جيدة والحمد لله... وقد حدث مني أمر عظيم أرقني وأتعبني كثيراً والله المستعان، وهو أني قمت في رمضان الماضي بمجامعة زوجتي في نهار رمضان الماضي أكثر من 7 أيام، وأنا أعلم حرمة هذا الفعل، ولكن في تلك الفترة كنت أمر بظروف نفسية صعبة واكتئاب حاد، وكنت بعد هذا الفعل أندم وأقرر أني لن أقرب إليها أبداً، وأنا الآن في حيرة من أمري، أرجو منكم إفتائي في ما يجب علي فعله، وما هي الكفارة في مثل هذه الأحوال؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتعمد الجماع في نهار رمضان معصية عظيمة وانتهاك لحرمة الشهر الكريم ومخالفة لأمر الله تعالى في قوله: ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ {البقرة:187}، وما دمت قد حصل منك الجماع عمدا عالما بتحريم ذلك فقد وجبت عليك الكفارة الكبرى عن كل يوم من الأيام التي حصل فيها الجماع، وكونك مصابا بالحزن والاكتئاب ليس بمبرر شرعي لذلك الفعل ما دام عندك عقلك، بحيث لم تصل إلى مرحلة غياب العقل الذي تسقط التكاليف الشرعية عن صاحبه.

وكان الواجب عليك أن تطيع ربك وتتقيه، وتعمل الصالحات وتداوم على ذكره وشكره، فإن ذلك هو العلاج الحقيقي لما تعاني منه، أما معصية الله تعالى فهي سبب لكل المصائب والبلايا ومنها الاكتئاب والقلق، وقد سبق تفصيل كفارة الجماع عمدا في نهار رمضان وذلك في الفتوى رقم: 1104، والفتوى رقم: 6733.

هذا إضافة إلى وجوب المبادرة إلى الإكثار من الاستغفار والتوبة الصادقة بسبب ما وقعت فيه من معصية شنيعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني