الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجمع بين عدة حاجات في الاستخارة الواحدة

السؤال

سؤالي هو عن صلاة الاستخارة: هل يجوز أن أدعو بعد صلاة الاستخارة على النحو التالي: أن أقول بعد دعاء الاستخارة، هل أبقى فى هذه البلاد وأبقى في نفس العمل أم أبحث عن عمل آخر في نفس البلد أم أرجع إلى بلدي أم أذهب إلى بلد آخر أي أن هناك خيارات عديدة مثلا هل أتزوج أم لا أتزوج أم أعود إلى بلدي، هل يجوز هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصلاة الاستخارة سنة عندما يريد الشخص الإقدام على أمر مباح، والحديث الدال على مشروعيتها رواه البخاري وغيره، ولم نقف في كلام أهل العلم على ما يدل صراحة على عدم جواز الجمع بين أمور متعددة في الاستخارة الواحدة، فقد قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وفيه استحباب صلاة الاستخارة لمن همَّ بأمر سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا. انتهى.

وقال العيني في عمدة القارئ: ويسمي أي يعين حاجته، مثل أن يقول: إن كنت تعلم أن هذا الأمر من السفر أو التزوج أو نحو ذلك. انتهى، وقال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: إذا هم أي قصد بالأمر من نكاح أو سفر أو غيرهما مما يريد فعله أو تركه. انتهى.

وعليه، فينبغي أن تسمي الأمر الذي هممت بفعله كالبقاء في بلد ما، فتقول: اللهم إن كنت تعلم أن بقائي في هذا البلد خير لي في ديني ومعاشي.. إلى آخر ما ورد من الحديث وهكذا تسمي من الحاجات غير ذلك، والأولى في حقك أن تستخير الله تعالى في كل أمر من أمورك على حدة لما في ذلك من السهولة، إضافة إلى تعدد الصلاة والدعاء، وفي ذلك من البركة والخير ما لا يخفى، وإن جمعت في الاستخارة بين حاجات متعددة فلم نقف على ما يدل على المنع من ذلك، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 34882.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني