الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضواء على قوله تعالى (لا يمسه إلا المطهرون)

السؤال

ما معنى الآية: (لا يمسه إلا المطهرون) ولماذا نزلت بكلمة (يمسه) وليست يلمسه على سبيل المثال، والأحكام الشرعية المنظمة لقراءة القرآن والمعاني والحكم الربانية من تلك الآية الكريمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم في تفسير هذه الآية الكريمة، فذهب بعضهم إلى أن الضمير في يمسه راجع للوح المحفوظ، وقيل: هو ما في أيدي الملائكة، وقيل: مصاحفنا... والمطهرون: قيل: هم الملائكة المطهرون من الشرك والذنوب... وقيل: هم الآدميون المكلفون المطهرون من الأحداث.. وقيل: لا يجد طعمه وحلاوته ونفعه... إلا من آمن به وطهر قلبه.. جاء ذلك في معظم كتب التفسير المعتمدة.

والمطهرون لفظ مشترك يشمل الطهارة من الشرك والذنوب والأحداث والنجاسات والأقذار، ولهذا فإن هذه المعاني كلها محتملة لشمول اللفظ لها، قال الألوسي في روح المعاني: ويجوز أن يقال: لا يصل إلى حقائق وأسرار القرآن الكريم إلا المطهرون من أرجاس الشهوات والشبهات وأنجاس الذنوب والمخالفات.

والمس في اللغة: يطلق على الجس وعلى اللمس وعلى الأخذ.. كما يطلق على المباشرة والمخالطة.. ولعل التعبير القرآني بهذا اللفظ -والله أعلم- ليشمل جميع معاني المس حسية كانت أو معنوية.

وكون التعبير القرآني جاء بهذا اللفظ لا يلزم منه أنه لا يمكن التعبير بمرادفه من الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى في غير القرآن الكريم، ولكن ألفاظ القرآن الكريم تبقى كما هي سواء علمنا الحكمة التي من أجلها اختار الله ذلك اللفظ أو لم نعلمها، مع يقيننا أن كل لفظ في القرآن وضع في مكانه المناسب. ولمعرفة حكم مس القرآن الكريم على غير طهارة وأقوال أهل العلم في ذلك نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 30818، وما أحيل إليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني