الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فلاسفة في ميزان الإسلام

السؤال

لا يخفى علينا مدى إعجاب الغرب بالفلاسفة المسلمين في العهد الذهبي للحضارة الإسلامية كالفارابي والبيروني والكندي والرازي وابن سينا وابن رشد، سؤالي هو: ما رأي علمائنا الموثوق بهم كشيخ الإسلام في هؤلاء الفلاسفة خاصة الخمسة الذين ذكرت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الفارابي من الذين اشتغلوا بالفلسفة والمنطق الأرسطي فَضَلُّوا وأضلوا من بعدهم، ولقد ذكره الإمام ابن القيم في كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) بعد أن ذكر أرسطو وكفره بالله وتعظيم أتباعه له وتلقيبهم إياه المعلم الأول، قال: والمقصود أن الملاحدة درجت على إثر هذا المعلم الأول، حتى انتهت نوبتهم إلى معلمهم الثاني أبي نصر الفارابي... وكان على طريقة سلفه في الكفر بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. انتهى ملخصاً.

وأما الكندي، فقد كانت له مصنفات في المنطق والنجوم والفلسفة، قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان يقال له فيلسوف العرب، وكان متهماً في دينه بخيلاً ساقط المروءة. انتهى.

وأما ابن سينا فقد كفره بعض العلماء منهم الإمام الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، وراجع الفتوى رقم: 53754، ولكن نقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن خلكان أنه تاب في آخر حياته، فقال: ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم، وأعتق مماليكه، وجعل يختم القرآن في كل ثلاث، ثم مات يوم الجمعة في رمضان...انتهى، فالله أعلم بحاله.

أما البيروني (أبو الريحان محمد) فلم يعرف عنه أنه اشتغل بالفلسفة ولم ينقل لنا أي قادح في عقيدته، بل المذكور عنه في تراجمه أنه كان مشغولاً بعلم الفلك والجغرافيا وغيرهما من العلوم التجريبية كالفيزياء والجيولوجيا والتعدين والصيدلة والرياضيات، والأصل في المسلم السلامة.

وأما ابن رشد الحفيد الفيلسوف، فقد أوسعنا الكلام عنه في الفتوى رقم: 59267.

وكذلك انظر الكلام عن الرازي في الفتوى رقم: 60851، ولمزيد من الفائدة انظر الكلام عن نشأة الفلسفة وماهيتها وموقف الإسلام منها في الفتوى رقم: 15514، والفتوى رقم: 16115.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني