الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لن يعدم المرء من أخي صدق يؤاخيه في الله

السؤال

أنا مثل صاحب الفتوى رقم 12722، حيث الدنيا غير الدنيا ليست هناك صداقة إلا بمصلحة، لا يوجد الصديق الذي تبوح له بما لديك، فإذا كان الشاب يريد التعرف إلي فيوجد إيميلي لديكم لإعطائه له لأنه يمكن أنا الشخص الذي فقده في الدنيا وأنا أيضا كذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أنِس بالله لم يفتقر إلى غيره من البشر، فماذا فقد من وجد الله؟ ولقد كان السلف رحمهم الله يؤثرون العزلة عن مخالطة أقوام بطالين يغتابون الناس، قال نعيم بن حماد: كان عبد الله بن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم؟! (ويقصد أنه مع أحاديثه صلى الله عليه وسلم وأخباره وأيامه)، وقال شفيق بن إبراهيم قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا؟ قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين، قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس!!

ومع ذلك فإن في الناس خيرا، ولن تعدم أخا صدق تؤاخيه في الله، ولكن إخوان الصدق قليلون ويحتاج البحث عنهم إلى جهد وصبر وأناة، وإن مظان وجودهم المساجد والصفوف الأولى في الصلاة ومواطن الخيرات عموماً.

هذا وإننا ننصحك أن تحرص على ما ينفعك في دنياك وآخرتك، فاطلب العلم النافع، واستمع إلى الأشرطة الدينية وغير ذلك، وانظر الفتوى رقم: 55900 وما تفرع عنها فإن فيها صفة الصديق الصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني