الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
سؤالي هو: عن معنى محاذاة الإمام في الصلاة، وكيف جزاكم الله خيرا أن ننصح ونقنع مجموعة من المصلين ينحنون إلى الركوع أو السجود قبل نطق الإمام بالتكبير لهما، ويكون هذا الفعل في بعض الأحيان عند سكوت الإمام من القراءة، أحيانا يسجدون معه، أرجو بيانا في الموضوع أثابكم الله؟ آمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمقصود بمحاذاة الإمام في الصلاة -كما هو مشهور في المغرب- أن يكون المأموم غير واثق بدين الإمام ويخشى من عدم الصلاة معه مفسدة فيصف مع الناس خلفه ولا ينوي القدوة به ويجتهد في أن يتوافق معه في الصلاة، كما في الفتوى رقم: 36436.

وقد يقصد بالمحاذاة موافقة الإمام في أفعال الصلاة وهي مكروهة بل السنة أن يكون المأموم تابعاً للإمام لا مساويا له، ولا متقدما عليه، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: والمستحب أن يكون شروع المأموم في أفعال الصلاة من الرفع والوضع بعد فراغ الإمام منه ويكره فعله معه في قول أكثر أهل العلم. انتهى.

وقال النووي رحمه الله في المجموع: المتابعة أن يجري على أثر الإمام بحيث يكون ابتداؤه لكل فعل متأخراً عن ابتداء الإمام ومقدما على فراغه منه. انتهى.

وعليه فينبغي لكم نصح هؤلاء المصلين وبيان الحكم الشرعي لهم عسى الله أن ينفعهم بما ترشدونهم إليه، وقد يقصد بالمحاذاة وقوف المأموم الواحد عن يمين الإمام محاذياً له واستحب بعض الفقهاء أن يتاخر عنه قليلاً.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: السنة أن يقف المأموم الواحد عن يمين الإمام رجلا كان أو صبياً قال أصحابنا: ويستحب أن يتأخر عن مساواة الإمام قليلاً فإن خالف ووقف عن يساره أو خلفه استحب له أن يتحول إلى يمينه ويحترز عن أفعال تبطل الصلاة، فإن لم يتحول استحب للإمام أن يحوله لحديث ابن عباس، فإن استمر على اليسار أو خلفه كره وصحت صلاته عندنا بالاتفاق. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني