الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من حق الزوج منع زوجته من الخروج إلا بصحبته

السؤال

أنا الآن أعيش في غربة وحالة من الضيق بسببها، مع وجود العديد من الجيران الذين هم من جنسيتنا في كندا، ومع ذلك فإن زوجي لا يريدني أن أخرج إلى أحد إلا معه بحجة أنها بلد كفار، ومع ذلك لا نخرج من البيت حتى بالأسبوعين ولا أرى أحدا فهل من حقه ذلك أم لا يجوز؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يجب عليك طاعة زوجك ما لم يأمرك بمعصية، فإن حقه عليك عظيم، ومخالفته في غير معصية إثم كبير، كما بينا في الفتوى رقم: 1780.

وما دام أنه يمنعك من الخروج وحدك في تلك البلاد، فتجب عليك طاعته فيه، لأن ذلك هو الأصل وهو مقتضى قوامته ورعايته إياك لكثرة الفسوق والفجور وأصحاب المكر والشرور هنالك، ومن هنا فإنه لا يجوز للمسلم أن يهاجر عن بلده إلى بلد غير المسلمين إلا للضرورة، كما بينا في الفتوى رقم: 2007.

كما يجب على زوجك أن يعاشرك بالمعروف، كما أمر الله سبحانه وتعالى، وينبغي أن يخرج معك كلما سنحت له فرصة، ويوفر لك ما يشغلك في البيت من الأمور النافعة كالكتب والمحاضرات العلمية، ونحوها...

وإذا استطاع أن يجد لك بعض النساء الصالحات لتتراوري معهن وتأنسي بهن، فذلك أولى، وحاولي أنت إقناعه بذلك، والخلاصة أن عليك أن تطيعيه فيما أمرك به، ولا تخرجي من بيته إلا بإذنه، كما بينا في الفتوى رقم: 33969.

وقري في بيتك كما أمر الله سبحانه وتعالى في قوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ {الأحزاب: 33}.

نسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والتوفيق، وأن يحبب إلينا الإيمان ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني