الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.أنا إنسان عايش في سويسرا ملتزم والحمد الله لقد تقدمت بطلب قرض من البنك لأني محتاج إلى هذا المبلغ وقالوا لي البنك صعب أن نعطيك مبلغا بهذا الحجم ولكن ممكن أن نعطيك مبلغا أقل بكثير على أساس أن يسدد في وقت قصير لكي نعطيك المبلغ الكبير أنا وافقت أوقات لهو سأرسل لك كل الأوراق اللازمة لكي أستلم المبلغ وثاني يوم وهو الجمعة ذهبت إلى البيت لكي أجهز نفسي إلى الوضوء وكان خطبة الجمعة في البيت تسمعها زوجتي وقالت لي اسمع ما يقال في الدين عن البنك أنه لا يجوز بعد ذهابي من صلاة الجمعة قررت أن أتراجع عن ذلك وتراجعت بالفعل ونهار السبت المساء ذهبت إلى المطعم لكي أتناول العشاء قلت لنفسي أتصل في صديق لكي يتناول معي العشاء للأسف كان الموبايل مقفولا وأنا أعرف أنه يذهب إلى نادي القمار أحيانا وأعلم أن وضعه المادي سيء جدا قررت أن أذهب إلى هذا الملهي لكي أبعده عن ذلك وهو أخبرني قبل يومين بأنه كان يحلم أن أخي ربح مبلغا كبيرا من المال وفك حاصرته قلت له ماذا تفعل هنا قال لا شيء كان قال لي أنظر إلى هذا الشخص خسر ماله في هذا الجهاز وذهب الشخص. لا أعرف كيف وضعت نقودا قليلة جداً لا أعرف لماذا وأن لا ألعب قمار وبعده بأقل من دقيقة ربحت المبلغ الذي تراجعت عنه من البنك ماذا أفعل وأنا في أمس الحاجة إلى هذا المبلغ الضخم هل هذا حرام؟. ولو كان هذا ممكن أنفقه على المحتاجين شهريا واعتبر أنه قرض.
شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الربا والقمار من المحرمات الشنيعة والكبائر العظيمة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا {البقرة: 278}.

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90}.

فإذا، تقرر هذا فإنه يجب عليك أن تنصرف تماماً عن فكرة الاقتراض بالربا، فإن الربا لا يحل إلا في حالة الضرورة وأنت لم تصل إلى حد الضرورة، كما يجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل من القمار الذي أوقعك فيه الشيطان لما اقتربت من نادي القمار، فإن الشخص ما أن يقترب من مكان المنكر إلا ويوشك أن يقع فيه، وأما حكم هذا المال المتحصل من القمار، فراجع بشأنه الفتوى رقم: 59073.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني