الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحديث الذي رواه خالد بن الوليد عمن أتى الرسول يسأله عما في الدنيا والآخرة

السؤال

أسأل عن صحة حديث، عن خالد بن الوليد قال: جاء أعرابي إلى رسول الله فقال: يا رسول الله جئت أسأل عما يغنيني في الدنيا والآخرة، فقال رسول الله: سل عما بدا لك، قال أريد أن أكون أعلم الناس؟ فقال: اتق الله تكن أعلم الناس، قال: أريد أن أكون أغنى الناس؟ فقال: كن قانعا تكن أغنى الناس.... ألخ. رواه أحمد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا اللفظ لم نقف عليه في مسند الإمام أحمد ولا غيره من دواوين السنة غير كتاب كنز العمال للإمام علاء الدين حيث نقله عن الإمام السيوطي فقال: قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة، فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس؟ قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن أكون أغنى الناس؟ قال: كن قنعا تكن أغنى الناس. قال أحب أن أكون خير الناس؟ فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعاً لهم. فقال: أحب أن أكون أعدل الناس؟ قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى؟ قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى. قال: أحب أن أكون من المحسنين؟ قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: أحب أن يكمل إيماني؟ قال: حسن خلقك يكمل إيمانك. فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب؟ قال: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله يوم القيامة وما عليك ذنب. قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور؟ قال: لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي؟ قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله. قال: أحب أن تقل ذنوبي؟ قال: استغفر الله تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس؟ قال: لا تشكو الله إلى الخلق تكن أكرم الناس. فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق؟ قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباء الله ورسوله؟ قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله. قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله؟ قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه. قال: أحب أن تستجاب دعوتي؟ قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك. قال: أحب لا يفضحني الله على رؤوس الأشهاد؟ قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رؤوس الأشهاد. قال: أحب أن يستر الله علي عيوبي؟ قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك. قال: ما الذي يمحو عني الخطايا؟ قال: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أفضل عند الله؟ قال: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلية والرضا بالقضاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله؟ قال: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم؟ قال: الصوم.

وسند هذا الحديث ضعيف للجهالة في مشائخ أبي حامد المصري ، ومع هذا فإن ما ورد فيه من أمور تشهد لبعضه الأصول العامة والأحاديث الصحيحة، فالواجب هو الاعتماد على ما ثبت وترك ما لم يثبت خصوصاً إذا كان ضعفه شديداً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني