الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحيض لا يعتبر موجودا شرعاً إلا بالتحقق من نزول الدم أو الصفرة

السؤال

بارك لكم وفيكم على كل ما تقدموه للأسر المسلمة ذكوراً وإناثاً وإن شاء الله يكون ذلك ذخراً لكم فى ميزان حسناتكم... لن أطيل عليكم فمشكلتي التي جعلتني أحتقر نفسي وبثت الضيق والحسرة والندم في قلبي هي إني في يوم الجمعة الماضي توجهت أنا وزوجي وأطفالي لصلاة الجمعة ومضى الحال على أحسن ما يمكن وعند الساعة الثانية والنصف دخلت إلى دورة المياه أجلكم الله وعندما قمت بمسح نفسي رأيت بحجم النقطة على الحرف أو رأس الإبرة دما فأدركت أنها الدورة الشهرية، علما بأن دورتي الماضية كانت يوم 17وهذا اليوم هو 13 وأنا أحيانا أقوم بمسح نفسي بإدخال الكلينكس في الداخل فأرى مثل ما رأيت هذه المرة، ولكن ذلك بفعلي أنا أي إني لا انتظر الدم حتى ينزل وحده لمجرد إحساسي ببعض الألم حتى قبل نزولها بأيام وأحيانا بعد أن أرى ذلك الشيء الذي وصفته لا ينزل إلا بعد يوم أو اثنين، المهم أنني بعد ذلك لم أصل العصر والمغرب والعشاء بالرغم من أني ذهبت لحضور درس للنساء في مصلى المسجد، ومع الساعة العاشرة والنصف ليلا دعاني زوجي للفراش فأخبرته أني حائض إلا أنني عندما تفقدت نفسي لم أجد أي أثر للحيض بل كان ما وجدته شيء شفاف لا يوجد به ما يعكره وكان ذلك على طول النهار فظننت أن ما رأيته كان بسبب خدش أنا أوقعته بنفسي وجامعت زوجي تلك الليلة جماعا عاديا، وبعده قررت أن أذهب وأغتسل كي أصلي ما فاتني من الصلوات لاعتقادي أنى حائض وعند دخولي لدورة المياه أجلكم الله وجدت أن الدورة قد تدفقت بعد الجماع، علما بأن زوجي يستعمل العازل الطبي أثناء الجماع أقسم أنني لو كنت متأكدة من أني حائض ما جامعت زوجي، ولكن كنت أشك في ذلك وأظن أن الدورة ستتأخر يوما وأنني لا أنتظر نزولها، ولكن أنا أقوم بالمسح بإدخال الورق إلى مسافة ربع أو نصف أصبع في فرجي، والمهم أنه كان نظيفا قبل الجماع سامحنا الله وغفر لنا، آسفة على الإطالة، ولكن حتى تفهموا حالتي بالتفصيل وترشدوني كيف لي أن أكفر عن دنبي هذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما وجدتيه من دم لا يعتبر حيضاً عند جمهور أهل العلم مع اختلافهم في أقل ما يعتبر حيضاً، وقد سبق التفصيل في الفتوى رقم: 32684.

وبناء على مذهب جمهور أهل العلم فما حصل ليس بحيض والواجب عليك قضاء الصلوات التي ذكرت وهي العصر والمغرب والعشاء، إضافة إلى أن الجماع المذكور لا إثم فيه لوقوعه قبل الاطلاع على الحيض لأن القاعدة المعروفة عند أهل العلم أن الحدث يضاف إلى أقرب أوقاته لا إلى ما قبل ذلك، كما سبق في الفتوى رقم: 47290.

خصوصاً أنك قمت بالبحث عن الحيض فلم تجديه قبل الجماع، ومن الجدير التنبيه عليه أن الحيض لا يعتبر موجودا شرعاً إلا بالتحقق من نزول الدم أو الصفرة أو الكدرة الحاصلتين في زمن الحيض المعتاد، وعليه فلا تعتبري نفسك حائضاً إلا بحصول أحد الأشياء الثلاثة المتقدمة، وليس بمجرد الإحساس بالألم ونحو ذلك، فيجب الانتباه لهذا الأمر، وراجعي الفتوى رقم: 53831، وتراجع الفتوى رقم: 45329.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني