الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اتخاذ دمى جنسية للاستمتاع

السؤال

هنا في الدول الغربية يوجد بعض المحلات التي تبيع دمى جنسية، ومن هذه الدمى نساء تقارب المرأة الحقيقية في الحجم والوزن والشعر والعين وجميع الأماكن والمواصفات المتعلقة بالمتعة الجنسية، فهل يجوز لغير القادر على الزواج شراء هذه الدمية (قياساً على شراء الإماء في عصور الإسلام الأولى)، ويكون في ذلك تسكين الشهوة لغير القادر على الزواج أو لمن سافرت عنه زوجته، أو أن زوجته لا تلبي حاجته وهو غير قادر على الزواج بأخرى، وإن كان الحكم بالجواز فلماذا لا يعطى كخيار للشباب المحروم من الزواج ويكتوي بنار الفساد سواء في بلادنا المسلمة أو بلاد الغرب؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أيها الأخ الكريم أن أي استمتاع جنسي بغير الاتصال المشروع بالزوجة أو الأمة الموطوءة بملك اليمين محرم شرعاً بأي وسيلة كان، وهو تعد لما أحل الله تعالى، واعتداء لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7}.

وعليه؛ فهذه الدمى التي وصفتها بأنها جنسية، وأنها تقارب المرأة الحقيقية في الحجم والوزن والشعر والعين وجميع الأماكن والمواصفات المتعلقة بالمتعة الجنسية، لا يجوز اتخاذها لأي أحد سواء كان قادراً على الزواج أو غير قادر عليه، ولا يصح قياس شرائها على شراء الإماء في عصور الإسلام الأولى أو أي عصر آخر، لأنه قياس مع وجود الفارق.

وذلك لأن الأمة إنسان كامل له جسمه ودمه وروحه وعقله وعواطفه وسائر أوصاف الإنسانية، وهذه الدمى هي أجسام مطاطية، ومعلوم ما بينها وبين الإنسان الحقيقي من المنافاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني