الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهمة طريق إلى العلم والقمة

السؤال

عندي مشكلة وهي :أني طالب في أمريكا,علما أني ذكي جدا.ممتاز رغم قلة الاهتمام والدراسة ولكن مهمل.عمري 22 سنة .فهل يمكن في هذا السن أن أبدأ من جديد وأحقق المستحيل .أرجو أن تساعدوني لأني أحس بالضياع. كما أود أن أحفظ القرآن وأتعلم علومه وكذلك الحديث .والله إني أريد مساعدة أمتي على التطور.ما الحل ?أرجو المساعدة.والله أني أحس في نفسي بذور الخير وبعض الصفات الحميدة كالخجل,المساعدة,التواضع .......وهذا بشهادة الجميع.فما أريده هو مساعدتي على تنمية هذه البذور الجيدة. thank you

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشأن في المسلم أن يكون جاداً في كل أمر يشتغل به، وإنك قد توفرت على الدراسة النظامية المنهجية في الغرب، فينبغي أن لا تضيع الوقت عبثاً، فإن الأمة الإسلامية بحاجة إلى من يعيد لها مجدها واستغناءها عن سائر الأمم.

قد هيؤوك لأمر لو فطنت له * فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.

وتذكر دائما أنك في بلاد الغرب صورة مصغرة للمسلمين وسفيرا لهم، فلا تصد الكفار عن دينك بإهمالك وعدم جديتك، فهي أمانة أنيطت بعنقك. واعلم أن الوقت لم يمض، بل فيه متسع طالما في العمر بقية. ولقد بدأ الصحابة طلب العلم وهم كبار وتفقهوا وسادوا الدنيا، وكذلك كثير من فقهاء الأمة قد تأخروا في الطلب، لكنهم مع علو همتهم نبغوا وظهروا، ومنهم العز بن عبد السلام سلطان العلماء فقد بدأ الطلب وقد تجاوز الأربعين من عمره.

وإن مما يعينك على علو همتك أمور ثلاثة:

الأول: شعورك بالمسؤولية المناطة بك وحق أمتك عليك.

الثاني: صحبة الصالحين الذين رزقهم الله علو الهمة، فإن الصاحب ساحب والطباع سراقة.

الثالث: قراءة سير الصالحين الذين علت همتهم فكانت أقدامهم في الثرى وهمتهم في الثريا، وهناك كتب اختصت بتتبع أخبارهم، ومنها: الهمة طريق إلى القمة. للدكتور محمد حسن عقيل موسى، وكتاب: صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل. وكتاب: قيمة الزمن عند العلماء، وكلاهما للشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وكتاب" علو الهمة" للشيخ/ محمد بن إسماعيل المقدم، وكتاب" صناعة الحياة" لمحمد أحمد الراشد.

وأما طلب العلم الشرعي وحفظ القرآن فإن ما كان من ذلك فرض عين يجب عليك تعلمه وتقديمه على كل شيء، وأما ما كان منه فرض كفاية فينبغي أن يكون بالتوازي مع دراستك للعلوم التجريبية. وانظر الفتوى رقم:44674. ففيها بيان العلم العيني والعلم الكفائي. وبإمكانك التحصيل بالسير على منهج علمي متدرج ومتوازن، وانظره في الفتوى رقم: 57232. وكذلك عن طريق استماعك للأشرطة العلمية المنهجية التي يشرح فيها العلماء متون العلم. وبإمكانك أن تلتحق بإحدى الجامعات أو المعاهد الشرعية المنتشرة في أمريكا ومنها: الجامعة الأمريكية المفتوحة، و بإمكانك التواصل معها عبر موقع الجامعة على الإنترنت. كما ننصحك بالانخراط في المراكز والتجمعات الإسلامية التي أسست من قبل في أمريكا، فإن الصحبة الصالحة من أهم أسباب الاستقامة على أمر الله والتمسك بدينه خصوصاً في الغربة، وإن الشيطان مع الواحد وهومن الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني