الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندي أختي مصابة بسحر أظن أو بلبس من سنوات وحالها غريب متغير طويلة السكوت قليلة الأكل مهملة لنفسها الآن تقريبا لأنها لا تستطيع أن تهتم بنفسها في أقل الأشياء وأحيانا تتبول على نفسها وتبزق في الأرض خاصة عند سماع القرآن أبي يقرأ القرآن دائما حذوها وهي تتوجع دائما تكون مستلقية وفقط لا تفعل شيئا لمدة سنوات عمرها الآن 27 بالنسبة للاغتسال بماء القرآن فهي لم تغتسل أو تشرب ماء القرآن فلا فقط سماع لذا أنا أسال هل حين لا تشرب الماء أو تغتسل لا تشفي :::سوال آخر : منذ أسبوع سأل عمي إماما في مدينتنا فدله على رجل يرقي و يداوي من هذه الأمراض فجاء الرجل وكان الواسطة في ذلك إمام جمعة أي من المفروض أنه ثقة فحين جاء الرجل نظر لأختي وقال إنه لا يستطيع فعل شيء الآن وجاءت خالتي وهي مريضة قليلا أيضا فقال لها سأرى أن كان بك مس أم لا : فربط على رأسها ورقة بعد أن بخرها وربط على يدها ورقة بعد أن بخرها وكتب على يدها كلمات لا أدري إن كانت قرآنا أم لا وقرأ قرآنا ولكن خلاله كان هناك كلام آخر : قال إن لديه أعوانا والعلم لله يلجأ إليه ليعرف إن كان المرء مريضا أم لا وعلامة ذلك أن يرفع المريض يده لرأسه مثلا إن كان مريضا ..و الله أنا لا أدري ...لقد رأى بنت عمي وقرأ عليها وفعل نفس الطريقة فلم يجد عندها شيئا فقال لها إنك سوية ولا بأس عليك أي لم يكذب عليها أنا لم أرتح له لأنني أعلم أن الراقي يجب أن لا يقرأ إلا القرآن فقط والأدعية النبوية وإنما ترددت لأن الدال عليه كان إماما وحتى حين سأل عمي وأبي الإمام قال إن تلك هي الطريقة للعلاج وأن ذلك قرآنا ..على كل قال لخالتي أن تشرب ماء معينا هذا الماء سيضع فيه ورقة فيها قرآن وأنه يجب أن يبيت الماء في العراء إنما يكون مغطى من المغيب حتى الفجر أو قبله 3 أياما ثم يشرب المريض ويغتسل به مدة 7 أيام ..فتذكرت أنه يجوز الادهان وشرب ماء القرآن لذا ترددت ثانية .وأختي أحضر لها ماء آخر قال أنه قرأ عليه سورة كذا و كذا وأنه ماء الحكمة وأنها يجب أن تغتسل به مدة 7 أيام وستتحسن في ظاهره هذا الرجل يبدو طيبا وهو شيخ لقد أخذ مالا أيضا منا ربما لأجل الدواء الذي أعده30 دينار تقريبا على الفرد أنا صدقا لم أرتح كثيرا أنما لم أستطع أن أقول لأبي من قبل أن أتاكد أنه كاذب ودجال وسأل أيضا عن اسم الأم وقال إنه بهذا سيعرف المرض و كيف مرضت ومن فعل كذا و كذا كل وقال أنه سيحاور الجني ويعرف لما ذا حصل هذا وكيف وهوالاستنطاق فهل هذا شرعي همي هل شرعي ما يفعل الرجل أم أن الله حرمه تحريما في هذه الحالة ما هي الطريقة الشرعية التي يجب اتباعها للعلاج التام وهل من مرجع أمين أو كتاب أمين نعود إليه لأجل العلاج وفي العلاج الشرعي هل الاستنطاق مرحلة من مراحل العلاج وكيف نعرف الراقي الشرعي تماما من غير لبس ختاما أدعو لنا لأننا في عصر فتن وفي بلد فتن كثر فيه الدجالون و ندر فيه الصالحون أجيبونا بسرعة جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نسأل الله أن يفرج كربتكم ويشفي مرضاكم. وننصحكم بالاستعانة بالصلاة والدعاء في أوقات الإجابة، والتوبة الصادقة، والبعد عن المعاصي، والإكثار من ذكر الله.. ومما يجب التأكيد عليه هو الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، والحذر كل الحذر من التسخط على الله تعالى، فإن من لزم ذلك وعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وجد لذلك ثمرة طيبة واستراح من عناء كبير لا طاقه له به.

واعلمي أن القرآن شفاء لكثير من الأمراض التي تصيب الناس، كما قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}. والعلاج بالقرآن يكون بقراءته وتدبر معانيه، ويكون بقراءة بعض آياته وسوره على المريض، أو كتابة ذلك في إناء أو ورق، ثم غسل الكتابة بماء يشربه المريض، أو قراءته على ما يشرب المريض منه مباشرة، أو يمسح به مواضع الألم من جسده، إلى غير ذلك من الطرق الكثيرة. واعلمي كذلك أن المشعوذ والدجال، قد يقرأ شيئا من القرآن، لكنه يضيف إلى ذلك قراءة تعاويذ ورقى غير مفهومة، وقد يردد أثناءها أسماء عربية وغير عربية وهي أسماء للشياطين. وغالبا ما يطلب المشعوذ معرفة اسم الأم وشيئا مما يتصل بالمصاب كشعره أو ظفره ونحو ذلك. والمشعوذ يتصل بالجن ويستعين بهم، ويقدم لهم شيئا من القرابين، ذبيحة أو مالا أو غير ذلك. ولذا فالمشعوذ يطلب هذه الأمور من المصاب، ليتحقق له ما يريد. وقد يطلب المشعوذ من المصاب عمل أمور غريبة..

واعلمي أيضا أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد علم يقينا أنهم لم يسلكوا هذا الطريق، ولم يتخذوا الاتصال بالجن وسيلة لنفع الناس، أو شفاء المرضى، والخير كله في اتباع من سلف.

وعليه؛ فما فعله هذا الرجل من سؤال عن اسم الأم وقوله إنه بهذا سيعرف المرض وكيف مرضت ومن فعل كذا وكذا، وقوله إنه سيحاور الجني ... وغير ذلك مما ذكرته، كلها أمور تدل على الشعوذة ومخالفة السنة. فننصح إذاً، بالابتعاد عن مثل هذا الرجل. ولمعرفة الرقية الشرعية يمكنك أن تراجعي فتوانا رقم: 4310. وننصحك بشراء كتابين: الأول: حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة. للشيخ سعيد القحطاني. الثاني: اسمه فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين. تأليف الشيخ عبد الله الطيار، وتقديم الشيخ ابن باز رحمه الله . وإذا كانت الرقية شرعية، فلا مانع من المؤاجرة أو المجاعلة عليها. وأما إن كانت غير شرعية، فلا يجوز ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني