الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بارك الله فيكم. لقد سبق واستشرتكم بخصوص الميراث وأفدتموني بالتفصيل. بارك الله فيكم
سؤالي هذه المرة هو ما يلي: متحجبة ولله الحمد، تقدم لخطبتي شاب ملتزم والله أعلم به. تصر عائلته على أنه يوم الخطبة وبعد موافقة كل الأطراف وقراءة الفاتحة وبحضور عائلتي وعائلته، يجوز له أن يرى شعري. وأصروا على جواز هذا الأمر في الإسلام قبل عقد النكاح. أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على الالتزام والحرص على تعلم أمر الدين وما استشكل عليك قبل الوقوع فيه، وهذا هو الذي ينبغي لكل مسلم فقد قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء: 36} وقال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل 43}

وأما مسألة نظر الخاطب في الشعر فقد اختلف أهل العلم فيما يباح للخاطب أن ينظر إليه ممن يرغب في خطبتها ونكاحها، ومذهب الجماهير أنه لا يرى منها غير الوجه والكفين، وهو الراجح إن شاء الله، كما بينا في الفتوى رقم: 46643 والفتوى رقم: 50371 .

وقراءة الفاتحة لا ندري ما المقصود بها، فإن كان العقد الشرعي فبعده يباح للرجل ممن عقد عليها ما يباح للزوج من زوجته وقد بينا ضابط العقد الصحيح في الفتوى رقم: 368 كما بينا في الفتوى رقم: 5859 ما يحل للزوج من زوجته التي عقد عليها، وأما إن كان المقصود بقراءة الفاتحة أمر غير العقد الشرعي كأن تقرأ عند إعلان الخطبة ونحو ذلك فلا أصل له في الشرع، ولا يبيح أمرا محرما وإنما تكون العبرة بالعقد الشرعي كما ذكرنا.

وإذا كان الخاطب ذا دين وخلق فينبغي الحرص عليه وقبول خطبته وعدم رفضه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني