الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمثلة من عبث الشيطان بالإنسان

السؤال

قد يكون ما أقول غريباً ولكنه حقيقة ..أنا شاب عمري 25 عاما ً استطعت في الأعوام السابقة أن أعرف ما يدور في عقول من حولي حتى إني كنت أقرأ ما في عقولهم ككتاب مفتوح وأخبرني صديق مقرب لي أن ما أقوم به يتم عن طريق الجن فالقرين يخاطب القرين كنت عندما أقوم بقراءة أي عقل كان ذلك لا يحتاج إلا لوسيلة اتصال فربما من أقرأ ما يدور في عقله يكون بعيدا عني بمئات الكيلومترات ولكن طالما هناك هاتف (تليفون) أستطيع أن أقرأ عقله مثال: كنت أحدث شخصا عن طريق الكتابة أو الصوت لا أتذكر على الإنترنت هو في مدينة تبعد أكثر من 200 كيلو متر أو يزيد وفجأة شعرت بهذا الضوء حولي وإني أنظر من داخل جسدي وما جسدي إلا وعاء فخار أو حديد وقلت له إن أمك أتت إليك بكوب عصير قال لا إنه ماء قلت هو شيء بارد على أي حال فقال كيف عرفت وفجأة قلت له سوف تدخل أمك وتخبرك أن صديقا لك ينادي عليك فقلت له أيضاً أخرج حدثه من شرفة منزلك وفجأة فعلا دخلت أمه وقالت له ذلك وعاد إلي فقال أرجوك أخبرني كيف تعرف وقال هل سأجد عملاً أخبرني ماذا سيحدث لي فحكيت له واصفاً جلسة له على مقهى منذ فترة مع صديق له وشخص آخر هو لا يعرفه وصديقه يعرفه وحكيت له الموقف شبه كاملا ً فقال طالباً الغيب مني فقلت له أنا لست منجما لست منجما وصرخت فيه وقفلت معه المحادثة.
ومثال آخر أشد غرابة: كنت أسير أنا وصديق لي لم يعرف عني هذه الحالة وكنا نشتري طعاما له وسمعنا البائع وأنا أقص له تلك القدرة الغريبة على المعرفة بما يدور بالعقل فأستهزأ بي وشاركه في ذلك البائع وغضبت جدا من ذلك وبعد مغادرة البائع وفي نهاية الطريق صرخت فيه اسكت وقلت له ما كان سيقوله بعد دقيقة واندهش فقد كان ما سيقوله هو أمر لا أستطيع أن أعرفه فقد كان سيطلب مني أن آتي إليه فجرا لأوصل أباه إلى الأتوبيس الذي سيقله ليغادر لرحلة الحج وأمور أخرى مثل ذلك, كان يتم ذلك دون إرادتي وفي أوقات لا أحددها كنت أشعر أني أنظر من عيني كأنها نافذة (شباك) وكان جسدي ما هو إلا وعاء يحتويني ويصاحب ذلك شعور غريب لا يوصف وأشعر أن داخلي قوة وقدرة لا تقاوم ..أمس ارتكبت إثماً عظيماً يكاد يقتلني معه الذنب حاولت أن أبكي وأستشعر الذنب وتباكيت وفشلت أفهم وأعي الخطأ ولكن لا أستطيع أن أتجاوب مع التوبة رغم أني أريدها أجد نفسي أتحكم بعقلي وأقول أنا تائب دون أن تحسها مشاعري مصادفة: ألفيت نفسي نائماً والمصحف الشريف على صدري ممسكاً بكلتا يدي عليه وصرخت باكياً بصوت الأطفال أنا مسلم أنا مسلم بصورة غريبة جدا أقول أنا مسلم والله أنا مسلم وظللت أكلم نفسي بطريقة ظننت نفسي وقتها مجنون وحاولت أن أوقفها فلم أستطع إلا أن أوقفها بالصمت شعرت إني الآن أنا وقبل أثناء الذنب لست أنا أنا أكلم نفسي كثيراً وأحياناً فيما سبق كنت أحدث نفسي قبل النوم مصطنعاً -دون دراية مني- صوت طفل باك وصوت شاب حلمت مرة أنه يخرج من تجويف صدري ثعبان أسود وأنا أحاول أن أمسك به ولا أستطيع وهو يحرك رأسه من خارج صدري يمينا ويسارا ولا أستطيع أن أمنعه وكنت في الحلم عطشانا بصورة رهيبة أجري أطلب الماء وأشربه ولكن لا أرتوي به ولا يشفي ظمئي وكأن هذا الثعبان يحصل على كل ما أشربه شعرت أكثر من مرة أني أرفع من فوق سريري وأنا أرى الغرفة أي أني مستيقظ أو ربما بين اليقظة والنوم ولكن لا أستطيع الحراك وأشعر برعب رهيب حتى أذكر آيات قرأنية فأهبط مرة أخرى على سريري وفي أحد المرات كنت نائما إلى جوار أخي (طفل صغير) في غرفتي وإذا بي أيضا وأنا بين يقظة ونوم وعيني ترى غرفتي بكل وضوح إذا بكلبين أحدهما كبير أسود حالك السواد عريض الصدر والأكتاف ضخم له صمت مرعب وينظر إلي وإلى جواره كلب أبيض في أصفر يحاول أن يشب صاعدا على السرير كان خوفي من الكلب الأسود رهيب وحاولت أن أقرأ القرأن ولم أستطع وحاولت وحاولت ولكن دونما أمل حتى استطعت أن أصرخ الله أكبر الله أكبر وقفزت من فوق سرير وأحضرت التسجيل وفتحت على إذاعة القرأن الكريم وكنت في شدة الرعب بالنسبة لي أصلي متقطع وأحياناً لا أصلي ولكن داخلي حب لله لا يوصف وأحياناً كثيرة أشعر أن الله لن يتخلى عني أبداً وأنا راض بقضائه وأحياناً أخرى والعياذ بالله أشعر بالصلبان تتحرك أمام عيني وكأني أقاوم يدي التي تريد أن تصلي صلاة المسيحيين الكفار .. وعقلي يفتري على الله سبحانه وتعالى ... ولكن لحظتها أقول لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله وأقاوم هذا الشعور هذه الأيام بشدة .. أنا مؤمن بالله سبحانه وبالإسلام ولكن لا أعرف ماذا يدفعني فجأة إلى التفكير الكافر البغيض هذا .. أسألكم بالله سبحانه أن تجدوا لي حلاً وأن يكون شرحكم كافياً وافياً ومبسطاً فرغم أني قارىء جيد إلا أني دوما أتخبط في الشك حتى في معاني الكلمات.. أسأل الله سبحانه أن يوفقكم في ردكم وفي كل أعمالكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة هي عماد الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الكفر -أو الشرك- ترك الصلاة. أخرجه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم. فبادر إلى التوبة مما كنت تركته من الصلوات، ولك أن تراجع في تفصيل أحكام ترك الصلاة فتوانا رقم: 1145.

ثم اعلم أن علم الغيب هو مما اختص الله تعالى به، قال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل: 65}. وقال أيضاً: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ {الأنعام: 59}. وقال أيضاً: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ {الجن: 26-27}.

وأما الخلق، فإن علمهم حادث ومسبوق بجهل، وهو علم قاصر، والغيب محجوب عنهم. وقد يطلع الله تعالى بعض مخلوقاته على شيء من الغيب عن طريق الرؤى الصالحة أو الإلهام والتحديث. وربما أطلق العلماء على هذا النوع من العلم بالمغيبات الكشف، ومدار الأمر فيما يقع منه لأهل الصلاح هو على استقامة الحال وسلامة المعتقد، فإن جنس هذا العلم يحصل للبر والفاجر، والمسلم والكافر، والمحدث والكاهن. وكما قال السلف: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء، فلا تغتروا بعمله، حتى يعرض على الكتاب والسنة.

وبما أنك ذكرت أنك لا تقوم بالصلاة بكيفية منتظمة، وأنك أحياناً لا تصلي، وأنك قبل كتابتك للسؤال قد ارتكبت إثماً عظيماً يكاد يقتلك، فالذي نراه في جميع ما ذكرته من معرفة لما يدور في عقول من حولك، وما تراه من أحلام مروعة، وما تجده من شعور بالصلبان تتحرك أمام عينك، وكأنك تقاوم يدك التي تريد أن تصلي صلاة المسيحيين الكفار، وغير ذلك مما ذكرته في سؤالك وفصلته تفصيلاً، أقول: إن الذي نراه هو أن الشيطان أراد أن يعبث بك، وأنك جاريته فيما كنت تفعله من كلام عن المغيبات، ومن ترك للصلاة، ومن ارتكاب للآثام ونحو ذلك.

فبادر إلى التوبة من كل هذا، وداوم على ذكر الله وتلاوة القرآن والعبادة، واصحب أهل الخير، وباعد أهل السوء، فعسى الله أن ينقذك مما أنت فيه، ونسأل الله لنا ولك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني