الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا عسكري وممنوع من الصلاة داخل القطعة العسكرية وكل مخالفة تستوجب العقوبة، فهل أنا معذور في ترك الصلاة أم علي أن أصلي وأخالف الأمر العسكري، علماً بأني إذا صليت سأعاقب عقوبة شديدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم في الفتوى رقم: 57789 وجوب المحافظة على الصلاة في وقتها، وفي مثل هذه الحالة إن لم يستطع المسلم أن يصلي في الوقت فله أن يؤخر الظهر ليجمعها مع العصر في وقتها، نظراً لما يلحقه من العقوبة لأن الجمع لأجل المشقة مباح عند الحنابلة، كما سبق توضيحه في الفتوى رقم: 16490، والفتوى رقم: 9812.

وإن كانت مدة العمل تطول حتى يخرج وقت الصلاة الأخيرة التي تؤخر لها الأولى لأجل الجمع، فلا يجوز حينئذ تأخير الصلاة إلى ما بعد الوقت لأن هذا هو تضييع الصلاة بعينه، وقد توعد الله الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، يقول المفسرون عند تفسير قوله تعالى في سورة الماعون: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. أن من هؤلاء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.

وعليه.. فلا يجوز لك أن تترك الصلاة، كما لا يجوز لك أن تؤخرها إلا إذا كنت تنهي دوامك عند وقت العصر وتجمع بين الصلاتين كما ذكرنا، وإن كنت تخشى عقوبة هؤلاء فعقوبة الله للذين يتركون الصلاة أو يضيعونها أو يتهاونون بها أعظم، وإن كان هذا العمل يؤدي إلى ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها حتى يخرج فلا يجوز لك الاستمرار فيه، كما لا يجوز البقاء في بلاد الكفر لمن لم يقدر على القيام بشعائر دينه.

ولبيان التجنس بجنسيات الدول غير المسلمة طالع الفتوى رقم: 51281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني