الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على الزوج والدعاء له خير من الدعاء عليه

السؤال

إحساسي بالظلم من زوجي يجعلني دائمة الحزن عليه والدعاء إلى الله أن يشفي غليلي منه رغم حبي له ولكن ظلمه في إعطائي حقي يجعلني أعمل ذلك فهل هذا يغضب الله مني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ندري نوع هذا الظلم الذي تلقينه من طرف زوجك، وعلى العموم فالظلم محرم في الإسلام قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا... رواه مسلم، وفي البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ظلمات يوم القيامة.

وعليه، فالواجب على زوجك أن يتقي الله تعالى، ويكف عن ظلمه لك، هذا ونوصيك بالصبر على زوجك واللجوء إلى الله تعالى بإصلاحه، فإن ذلك خير لك من الدعاء عليه، وإن كان ذلك جائزاً في الأصل في حق كل ظالم لقول الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء: 148}.

قال ابن كثير في تفسيره: عن ابن عباس في الآية يقول لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً فإنه أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله إلا من ظلم وإن صبر فهو خير له. اهـ

والحاصل أنه يجوز لك الدعاء على زوجك عند ظلمه لك إلا أن ترك ذلك أفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني