الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقوى العقيدة بالعمل بمقتضياتها ولوازمها

السؤال

لا أعرف كيفية استشعار العقيدة.... أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العقيدة تقوى عندما يلتزم معتقدها بمقتضياتها ولوازمها في واقع حياته، فالذي يعتقد أن ربه الله فلن يطلب الرزق من غيره، والذي يعتقد أن معبوده هو الله فلن يصرف أي نوع من العبادة لغير الله، ولن يتحاكم في جميع شؤون حياته إلا إلى منهج الله، وسيحب ويوالي أولياء الله من المؤمنين والمسلمين، وسيبغض ويعادي ويتبرأ من أعداء الله والمشركين.

والذي يعتقد أن لله الأسماء الحسنى والصفات العلا سيراقب الله ويحذر من أن يجده واقعاً فيما نهاه عنه، فهو يعتقد أن الله سميع بصير قريب عليم بذات الصدور لا تخفى عليه خافية.

ومن يعتقد بوجود الملائكة لن يستوحش من الوحدة ولا من قلة الموافقين لدينه ومنهج حياته من البشر، وسيشعر أن له مؤيدين من الملائكة يحفظونه ويحفونه ويعبدون الله معه، ومن يعتقد بالقدر سيحسن الظن بربه، وسيصبر على ما يصيبه ويرضى عن الله وسيحتسب أجر صبره ورضاه، ومن يعتقد أن هناك يوماً آخراً وأن بعد الموت بعث ونشور فسيتقي الله في قوله وفعله ولن يحزن على فوات الدنيا منه إن كان فيها فقيراً أو مظلوماً، ففي الآخرة سيعوض وسينسى ما مر به من بلاء وشقاء وبؤس.

وهكذا في سائر أركان الإيمان وأبواب الاعتقاد في المغيبات، فإذا تحرك العبد في حياته موقناً بهذه المغيبات فسيصبح رجل العقيدة الذي يحيا لها ويحيا بها.

واعلم أن الناس متفاوتون في مقدار يقينهم بأركان الإيمان، ومن ثم تتفاوت منزلتهم عند الله، ولذلك كان أبو بكر أفضل الأمة بعد نبيها، نسأل الله أن يذيقنا وإياك حلاوة الإيمان ويرزقنا وإياك اليقين، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 2246، والفتوى رقم: 25174، والفتوى رقم: 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني