الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشرع صلاة التوبة والاستغفار لمن وقع في معصية

السؤال

ما هي التسبيحات والاستغفارات اليومية لقبول التوبة والمغفرة والرحمة والرقي في درجات العبادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم أن هناك تسبيحا أو استغفاراً معينا يقال بقصد قبول التوبة من الذنب، وإنما المشروع هو صلاة ركعتين تسمى صلاة التوبة والاستغفار بأي لفظ كأن يقول أستغفر الله وأتوب إليه ونحو ذلك، فقد روى أحمد وأصحاب السنن عن علي رضي الله عنه قال: وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر رضي الله عنه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له. ثم قرأ هذه الآية: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}.

وأما الحصول على رحمة الله والقرب منه والترقي في درجات العبادة فيكون بقيام العبد بما أوجب الله عليه وبعده عما حرم الله عليه، والإكثار من الذكر والتطوعات من صلاة وصيام وصدقة والإحسان إلى الخلق ورحمة الضعفاء والمساكين ونحو ذلك، وتأمل معي هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني