الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سياسيا

السؤال

هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سياسيا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان قصد السائل بالسياسة توفر المؤهلات القيادية في شخصه صلى الله عليه وسلم وحصول السيادة والريادة له بالقيام على أمور الناس بما يصلحهم، فإن الله عز وجل جمع له من ذلك ما فاق به جميع الساسة والقادة قبله وبعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

والمطالع لسيرته قبل النبوة وبعدها في سلمه وحربه ومعاملته للأصدقاء والأعداء يجد من ذلك العجب العجاب، وذلك لما اختاره الله تعالى له من النبوة واصطفاه له من الرسالة حتى يسوس الناس جميعا، ويقود البشرية إلى خيري الدنيا والآخرة.

فقد كان الأنبياء قبله يسوسون أقوامهم خاصة كما في الصحيحين وغيرهما، واللفظ لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانت بنوإسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي.

وقد خصه الله عز وجل بالرسالة إلى الناس كافة وقيادة البشرية جميعا وجعله قدوة لهم أجمعين فأخرجهم من الظلمات إلى النور وجمعهم به من الشتات، وقد شهد له الأعداء والخصوم بحسن السياسة والتدبير، والحق ما شهدت به الأعداء، وكل من اقتدى به وتعلم من سياسته كان أقرب لى النجاح في قيادته وسياسته.

ولهذا فإن على من يهتم بسياسة الناس وقيادتهم أن يقتدي به صلى الله عليه وسلم ويدرس سيرته ويتعلم من سياسته وقيادته، فهو صلى الله عليه وسلم خير معلم لكل من يريد الخير، كما قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ {الأحزاب: 21}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني