الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عسل الحليلة ليس كعسل الخليلة

السؤال

لقد تم عقد قراني والحمد لله قبل عامين على شخص طيب و متدين ومحترم جدا، يحبني وأحبه ونحن والحمد لله في قمة السعادة مع بعضنا ولكن هناك أشياء تؤرقني وتؤلمني أحيانا مع علمي ويقيني أن كل هذا من عمل الشيطان- كفانا الله شره- فزوجي كان وللأسف على علاقات محرمة قبل زواجنا ولكن الله قد هداه وتاب توبة نصوحا والحمد لله ولقد أخبرني ببعض ماضيه قبل زواجنا فصدمت كثيرا وتألمت لأني تمنيت أن أكون أول
إنسانة في حياته كما هو في حياتي. ولكن لأنه إنسان رائع بمعنى الكلمة أتفادى التحدث معه بخصوص مخاوفي لكي لا أجرح مشاعره..ولكني ألاحظ على نفسي أشياء غريبة ويخطر على بالي أفكار سيئة مع أني أثق فيه جدا, فعندما نكون لوحدنا أبدأ بتخيله مع من كان قبلي ، فيضيق صدري وأبعد عنه, وأحلم بذلك أيضا وعندما نكون خارجا فأبدأ بمراقبة عينيه لأرى أين ينظر-أعلم أني تجاوزت حدي ,المشكلة أنني لا أشك فيه لعدم وجود سبب لذلك وأنا والحمد لله أثق بنفسي وبربي وزوجي. لا أدري ما هو السبب فأنا أتضايق عندما ينظر لأخرى وأرى أشباح الماضي أمامي..
سؤالي هو: كيف أتخلص من أشباح ماضيه? هل أنا في معركة بينه وبين من هن في ماضيه! كيف أقضي على غيرتي ووساوسي وأكف عن معاقبته على ما مضى! أخاف من ليلة زفافنا أن أكون كمن مروا عليه في حياته ، مع أني أعلم أنه يحبني حبا جما وانني مختلفة عمن عرف!! كيف أكفر عن ظلمي لزوجي وأحافظ على سعادتنا! هل أتحدث معه عن مخاوفي أم أتعوذ من الشيطان الرجيم? أرجو منكم الإجابة على أسئلتي لكي أتخلص من شيطاني وأحافظ على سعادتنا بإذن الله..وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العبد إذا أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم على فعله وعقد العزم على عدم العودة إليه فإن الله تعالى يتوب عليه، بل ويبدل سيئاته حسنات، وانظري الفتوى رقم: 53043، وما تفرع منها من فتاوى.

هذا، وقد كان الواجب على زوجك بعد أن منَّ الله تعالى عليه بالتوبة أن يستتر بستر الله تعالى وأن لا يطلعك على ما كان منه في الماضي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهقي وحسنه العراقي وصححه السيوطي، وانظر الفتوى رقم: 17021.

والذي ننصحك به هو أن تحسني الظن بزوجك وأن لا تسمحي للوساوس والشكوك أن تعكر صفو حياتك ولا تمكني الشيطان من إيقاع الخلاف والشقاق بينك وبين زوجك، واحملي تصرفات زوجك على أحسن المحامل، ونبهيه إلى أنه لا يجوز له التحدث بما مضى من الذنوب، ولا بأس أن تذكريه بوجوب غض البصر عن النساء الأجنبيات وحرمة إطلاق البصر إليهن، لكن لا تكثري من ملاحقته وتتبع عينه في الطريق، فإن ذلك سيؤدي بك إلى الوسوسة، كما أن إساءتك للظن بزوجك ستؤدي بك إلى التجسس المحرم. وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. وانظري الفتوى رقم: 52364.

ولا تخبري زوجك بمخاوفك التي لا أساس لها من أنك تخشين أن يقارن بينك بعد الزفاف وبين النساء الفاجرات اللاتي عرفهن قبل التوبة، فإن هذا سيفسد علاقته بك، واعلمي أن هذه المقارنة لن تكون، فلا تستوي العفيفة بالفاجرة عند الرجل المستقيم، وليس عسل الحليلة كعسل الخليلة، فثقي بالله وتوكلي عليه، واسألي الله كثيرا أن يرزقك وزوجك العفاف، وأن يصرف عنكما الحرام، وأن يمن عليكما بالسعادة الزوجية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني