الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لو وجدت خنزيرا يكاد يموت من العطش هل أسقيه الماء؟ وهل له نفس الثواب الذي للرجل الذي سقى الكلب؟إذا كانت الإجابة نعم فكيف نوفق بين ذلك وحديث نزول عيسى آخر الزمان وقتله للخنزير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من وجد خنزيرا أو كلبا أو غيرها من الحيوانات يكاد يموت من العطش فسقاه كان له بذلك أجر.

لما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في كل كبد رطبة أجر.

ونقل الحافظ في الفتح عن ابن التين قوله: ولا يمتنع إجراء الحديث على عمومه فيسقى الحيوان المأمور بقتله كالخنزير.. ثم يقتل لأننا أمرنا أن نحسن القتلة ونهينا عن المثلة.اهـ

ولا تعارض بين حصول الأجر لمن أحسن إلى البهائم وبين قتل ما أمر من قتلها، فالإحسان مأمور به في كل شيء وعلى كل شيء حتى في حال القتل المأمور به شرعا ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة... الحديث.

وحديث نزول عيسى عليه السلام جاء لبيان فساد عقائد النصارى وبطلان ما هم عليه وتقرير شريعة الإسلام.

ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية... وقال عنه النووي في شرح مسلم: فيه دليل للمختار من مذهبنا ومذهب الجمهور أنا إذا وجدنا الخنزير في دار الكفر أو غيرها وتمكنا من قتله قتلناه وإبطال القول بأنه يترك إذا لم يكن فيه ضرر.اهـ

وعلى كل حال، فكل ذلك لا يتنافى مع الإحسان المأمور شرعا، ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 53798، 61354.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني