الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكفارة عند المالكية مرتبة على التخيير

السؤال

عمري الآن 29 سنة، عندما كنت طالبا بفرنسا، كانت لي علاقة غير شرعية بفتاة وكنت في حالة نفسية مضطربة جداً نتيجة الغربة وصعوبة الدراسة، وكنت أبرر علاقتي بحجة التعاون على العيش، ولكن كنت أعلم أني أراوغ نفسي وأتلاعب مع الله، مما زادني اضطرابا إلى حد أني في يوم من أيام رمضان، ذهبت سرا إلي مطعم فأفطرت لكي أنزع من نفسي الشك من مدى قبول الله مني صيامي أم لا، خصوصا أني كنت أستيقظ في حضن صديقتي التي كنت أنوي منها الزواج بعد رجوعنا إلى بلادنا، مرت السنون وثقل تلك الكبائر يعذبني، حتى أنعم علي الله واستقررت في المغرب في منصب جيد، وأساعد أبوي وإخوتي، وتزوجت بفتاة صالحة، وهذا العام قد صمت شهرين متتابعين ككفارة، وأكثر من الصيام طيلة السنة أيام الاثنين والخميس، مع الحفاظ على الصلاة والصدقة الجارية، أما من جهة أخرى فإني أنوي من كل هذه الأعمال أن تكفر عني عددا من أيام رمضان لم أحصيها بسبب صغر سني عندما كنت مارست فيها العادة السرية من كثرة الشهوة بينما كنت صائما، وكان ذلك في السنين الأولى بعد البلوغ، أرجو من سيادتكم أن تخبروني هل الاجتهاد الذي قمت به كاف ليكفر عني خطاياي، وكيف أسترجع رضى الله لكي ترجع الطمأنينة إلى نفسي؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئاً لك التوبة، ونسأل الله تعالى أن يتقبلها منك، وأن يثبتك على الاستقامة حتى تلقاه.

وبخصوص سؤالك عن الاستمناء في نهار رمضان، فقد سبق الجواب عنه، وأنه يلزم من فعله القضاء فقط على الراجح، وكذا الحال فيمن أكل أو شرب متعمداً أو تعمد أي مفطر غير الجماع، وخالف المالكية في ذلك، فأوجبوا الكفارة على من تعمد تناول أي مفطر منتهكا حرمة الصيام، سواء أكان ذلك طعاماً أم شراباً، أم استمناء إذا خرج المني، ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 18199.

وعليه؛ فما فعلته من التوبة والاجتهاد كاف للتكفير عن خطاياك مع قضاء جميع الأيام التي أفطرتها والاحتياط في ذلك إذا كنت لا تعرف قدرها بالتحديد، هذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، ولكنك لو كفرت عن جميع الأيام التي أفطرتها مراعاة لمذهب المالكية الذي هو المعتمد في بلدك، كان ذلك أولى لك وأحوط، والكفارة عند المالكية مرتبة على التخيير، وأفضلها عندهم الإطعام، ولا شك في أنه أخف أيضاً، فيمكنك أن تطعم ستين مسكيناً عن كل يوم أفطرته متعمداً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني