الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجاهلية في منظور الشرع

السؤال

ما هي الجاهلية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعند تعريف الجاهلية لا ينبغي الخلط بين الجهل -بمعنى انعدام العلم والمعرفة في لغتنا المعاصرة- وبين الجهل المناقض للحلم في اللغة العربية قبل الإسلام.

فالجهل في لغة ما قبل الإسلام يعني الخضوع لسطوة الانفعال والاستسلام لقوة العاطفة دون الاحتكام إلى رزانة العقل وقوة المنطق، وهكذا نفهم افتخار بعض شعراء العصر الجاهلي بالقدرة على مقابلة الجهل بهذا المعنى بمثله، وذلك كقول عمرو بن كلثوم:

ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ويقول شاعر آخر قريب من ذلك العصر -وهو الفرزدق-:

أحلامنا تزن الجبال رزانة * وتخالنا جناً إذا ما نجهل

فالجهل هنا ينصب على السلوك المنافي للعقل والمنطق، وكانت العلاقات الاجتماعية القائمة على الظلم من أهم أسباب التخلف العام في ذلك الواقع، لذا جاء الإسلام بمبدأ الاحتكام إلى العقل ونفي الظلم والجهل.

ويمكن استنادا إلى هذه الحقيقة تعريف الجاهلية بأنها الفترة الزمنية التي سبقت الإسلام، وأنها العصر الذي ساد فيه الطيش والبغي والظلم والقهر.

ويتميز العصر الجاهلي بمجموعة من الصفات نجد شيئاً منها ملخصاً في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام، فقال: أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى.

ولك أن تراجع في بعض مميزات الجاهلية فتوانا رقم: 61754.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني