الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آخر وقت رمي الجمار في كل يوم

السؤال

متى ينتهي وقت رمي الجمار في كل يوم؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أجمع العلماء على أن أفضل وقت لرمي جمرة العقبة هو من طلوع الشمس إلى وقت الزوال من يوم النحر، كما اتفقوا على أن آخر وقتها هو غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وأيام التشريق هي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.

وعند الإمام أبي حنفية والإمام مالك: أنّ منْ أخرّها إلى أيام التشريق عليه دم، وعند الإمام الشافعي والإمام أحمد: لا شيء عليه، إلا أنه إذا أخر الرمي إلى أيام التشريق، فعند الإمام أحمد لا يرمي إلا بعد الزوال.

واتفقوا على أفضل وقت في الرمي أيام التشريق هو من الزوال (بعد أذان الظهر) إلى الغروب. فإن لم يرم حتى غربت الشمس رمى في الليل عند الثلاثة: أبي حنفية، ومالك، والشافعي، فإن لم يرم بالليل رمى في اليوم الذي يليه.

وعند الإمام أحمد: لا يرمي بالليل، بل يرمي في اليوم الذي يليه بعد الزوال، كما أنه يفوت وقت الرمي بغروب ثالث أيام التشريق، قال الإمام ابن قدامة في المغني: وإذا أخرّ رمي يوم إلى ما بعده، أو أخر الرمي كله إلى آخر أيام التشريق، ترك السنة ولا شيء عليه، إلا أنه يقدم بالنيّة اليوم الأول، ثم الثاني، وبذلك قال الشافعي، وأبو ثور.

وعلى هذا، فوقت الرمي في كل يوم من أيام التشريق يبدأ من الزوال إلى الغروب، لكن نظراً للزحام الشديد لا حرج في الرمي ليلاً ويمتد إلى آخر الليل، كما صرح بذلك جماعة من العلماء.

ومن أخّر رمي يوم إلى اليوم الذي يليه، فلا يرم إلا بعد الزوال من اليوم الثاني، ولا بد من تقديم النيّة، فينوي رمي اليوم الأول ويرميه، ثم ينوي الثاني ويرميه .

أما نهاية الرمي، فتكون بغروب شمس ثالث أيام التشريق كما تقدم، ومن أخر الرمي حتى انتهت أيام التشريق، وجب عليه دم (شاة يذبحها لفقراء الحرم).

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني