الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحث على تنزيل العم منزلة الأب في الطاعة وعدم العقوق

السؤال

أنا جدة لأطفال أيتام من جهة الأب وأعمامهم وجدهم يقومون بجميع واجباتهم لكن والدتهم تقوم بتحريضهم عليهم والجدة حاولت الإصلاح لكن دون فائدة، مع العلم أن الجدة تريد الذهاب إلى العمرة وهي لم ترهم منذ سبعة شهور وتشعر بالأسى لذلك الحال وتطلب منكم مساعدتها لأن جدهم قطع عنهم المصروف مع العلم أن أمهم مدرسة فهل يوجد إثم على ذلك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت الأم تحرض الأولاد على جدهم وأعمامهم بالباطل فهي آثمة بذلك ، بل عليها أن تغرس في قلوب أبنائها محبة جدهم فهو في مقام الأب ، ومحبة أعمامهم فإن العم صنو الأب، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه . قال الإمام النووي في شرح الحديث : أي مثل أبيه ، وفيه تعظيم حق العم. أ هــ

وقال الإمام المناوي في فيض القدير : فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كإيذائه ، وفيه حث على القيام بحق العم وتنزيله منزلة الأب في الطاعة وعدم العقوق . اهــ

وإن كانت تفعل ذلك لفساد جدهم وأعمامهم ، وخوفها أن يتأثر أولادها بأخلاق جدهم وأعمامهم فليست آثمة بذلك ، بل هذا من رعاية حق الله تعالى ، والقيام بالأمانة في تربية أبنائها .

وأما بشأن قطع النفقة من قبل جدهم فإن كان هو الوصي عليهم وكان ينفق عليهم من مالهم الذي ورثوه فلا يجوز له قطع النفقة ومنعهم حقهم ، وإن كان ينفق عليهم من ماله الخاص فليس آثماً لأن نفقتهم لا تجب عليه بل تجب على أمهم إن كان لها مال ، ومع هذا فنفقته عليهم من الخير الذي لا ينبغي أن يقطعه ، وله فيه الأجر العظيم .

وعموما فننصح أم الأولاد بتقوى الله تعالى، وأن تذهب بهم لرؤية جدتهم ، وننصح بالتفاهم والوقوف عند حدود الله تعالى ، وأن يرعى كل واحد حق الآخر .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني