الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا سيدة قاطنة بفرنسا ومريضة بالفشل الكلوي المزمن وزوجي مريض بالسكري ونريد بإذن الله الحج هذا العام، مع العلم بأن والدة زوجي لم تحج وهي كبيرة في السن ومريضة وتقطن بالمغرب، هل هذا الحج جائز؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجب الحج ولا العمرة إلا على من كان قادراً عليهما بماله وبدنه فإن عجز بالمال والبدن أو بالمال فلا شيء عليه وإن عجز بالبدن فقط لكبر سن أو مرض مزمن لا يرجى برؤه فإن عليه أن يستنيب من يقوم بهما عنه ولا يكلف الذهاب بنفسه ولو تحمل المشقة وذهب وأداهما سقط عنه الفرض لقول الله جل وعلا: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً {آل عمران:97}.

ولما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة من خثعم قالت: يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، افأحج عنه؟ قال: نعم. رواه البخاري ومسلم.

وعليه فإن كنتم جميعاً عاجزين عن الحج والعمرة فإن على كل واحد منكم أن يستنيب واحداً يقوم بهما بدله ومن قدر منكم بنفسه لزمه الذهاب، وكل أعرف بنفسه وحاله هل يقدر أو لا يقدر، ولا يؤثر ما ذكرت عن أم زوجك من الضعف وعدم الحج وغيرهما في ذلك الحكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني