الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ممارسة العادة السرية في نهار رمضان

السؤال

لقد قرأت بالفتوى رقم 68075 أنه إذا مارس الشخص العادة السرية في نهار رمضان فقد أفطر (ووجبت عليه مع القضاء كفارة تأخير القضاء وقدرها مدُّ من طعام عن كل يوم وقدره 750 جراماً تقريباً، ويصرف للمساكين)، ولكن قد حدث هذا الفعل من زمن بعيد ولا أذكره بالضبط وهو على الأرجح في بدايات البلوغ وقد أكملت الصيام في وقتها بنفس اليوم مع علمي ببطلانه، مع إني منذ وقتها وأنا على علم بحرمة هذا الفعل ووجوب كفارة، ولكن كنت أعتقد أنها صيام يوم بدل هذا اليوم أو إطعام مساكين وممكن تعويضها بأي يوم من أيام السنة وقد صمت كفارتها، فما الحكم وكيف تكون كفارتي، وما هو المد من الطعام، وكيف يمكن أن أحسب بدأ هذه السنين، وأنا والحمد لله مواظب على الصيام منذ قبل البلوغ حتى عمري هذا وأنا بالـ 26 الآن من عمري وقادر على الصيام أو إطعام مساكين؟ وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليعلم أخونا السائل أن من مارس العادة السرية في نهار رمضان فقد أثم ولزمه قضاء كل يوم عمل فيه هذا العمل، والواجب أن يقضي قبل حلول رمضان التالي، فإن أخر القضاء من غير عذر إلى رمضان التالي فعليه مع القضاء كفارة التأخير عن كل يوم أخر قضاءه، هذا مجمل ما في الفتوى المشار إليها، ولا يلزمه غير هذا القضاء، أو كفارة التأخير إذا أخر القضاء من غير عذر.

وعليه فإن كان السائل قد صام الأيام التي أفسدها قبل حلول رمضان التالي فلا شيء عليه إلا التوبة إلى الله تعالى من ارتكابه هذا الفعل المحرم وفي نهار رمضان أيضاً، وإن كان لم يصم فعليه القضاء أي قضاء الأيام إن كان يعلم عددها وإلا قضى ما يغلب على ظنه أنه عددها، لأن القضاء ترتب في ذمته والذمة لا تبرأ إلا بمحقق، وفي حال تكرر تأخير القضاء، بأن جاء بعد رمضان الذي حصل فيه فساد الصوم رمضانات ولم يقض فإنه لا تكرر عليه الكفارة، بل يكفر عن كل يوم أخر قضاءه كفارة واحدة كما رجحه كثير من أهل العلم، وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 19829، والفتوى رقم: 54535.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني