الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن المكي والمدني

السؤال

المميزات الموضوعية والأسلوبية للآيات المكية والمدنية والضوابط اللفظية للآيات المكية والمدنية ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نال القرآن الكريم من العناية والحفظ والدراسة والاهتمام ما لم ينله أي كتاب على وجه البسيطة مصداقاً لقوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر : 9 } ، فنجد أعلام هذه الأمة من الصحابة الكرام ومن بعدهم يضبطون ويحددون مكان وزمان وأسباب نزول سوره وآياته ، فهذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول : والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا نزلت آيه من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه . رواه البخاري ومسلم . فالعناية بالقرآن الكريم عند السلف الصالح ليست مسألة تراث أو تاريخ وحسب إنما هي فوق ذلك مسألة دين وعقيدة .

وقد اعتمد الفقهاء في معرفة القرآن المكي والمدني على منهجين أساسيين منهج الرواية والسماع ، والمنهج القياسي العقلي الاجتهادي . كما وضعوا ضوابط لأسلوب كل مرحلتين فأسلوب القرآن المكي يتسم بقصر الفواصل والإيجاز والزجر والإنذار والألفاظ القارعة وإقامة الحجج والبراهين العقلية القاطعة على البعث وضرب الأمثلة على ذلك ، كما يظهر فيه التحدي لعرب الجاهلية على فصاحتهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن كما يكثر فيه الحديث عن قصص الغابرين وهلاك المكذبين .

وأما الأسلوب المدني فيتميز بطول الفواصل والحديث عن الأحكام الشرعية بالتفصيل والدعوة إلى الجهاد ووضع قواعد المجتمع المسلم والحديث عن العلاقات بين أفراده ، وعن المنافقين وكشف مكرهم ، كما يتسم بالحديث عن العلاقات بين الأمم والدول وأهل الكتاب وتحريفهم لكتبهم .

وهذا من حيث العموم وقد وضعوا ضوابط ومميزات بالاستقراء أخص لكل سورة فقالوا : كل سورة فيها سجدة فهي مكية ، وكل سورة فيها لفظ (كلا) فهي مكية ولم يرد هذا اللفظ إلا في النصف الأخير من القرآن فقد ذكرت ثلاثاً وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة . وكل سورة فيها ( يا أيها الناس ) وليس فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) فهي مكية إلا سورة الحج . وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة فهي مكية إلا سورة البقرة . وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية إلا سورة البقرة أيضاً ، وكل سورة تفتح بحروف التهجي (آلم ... حم ) فهي مكية سوى الزهراوين البقرة وآل عمران . وأما ضوابط القرآن المدني بالاستقراء : فكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية . وكل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية إلا سورة العنكبوت . وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 24862 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني