الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع النذر للأقارب الفقراء وبر الوالد وتحمل أذاه

السؤال

شهر مبارك وكل عام وأنتم بألف خير وعافيه، أسأل الله لكم الصحه والعافيه والدوام...
لقد أرسلت استشارة للشبكة ولم يتم الرد علي وصار لها أكثر من أسبوعين ولا أعلم هل الشبكة توقفت عن الرد في رمضان ففي رمضان الأجر مضاعف، المهم كل ما أتمناه أن يكون العاملون في هذه الشبكة في صحة
وعافية وخير إن شاء الله... أما بعد:
لدى سؤالان أرجو من إخواني الرد عليهما، السؤال الأول: هو عن النذر فقد نذرت بفلوس هل أعطيها أقاربي المحتاجين لها أم أعطيها غيرهم، وكذلك نذرت بخاتم ذهب هل يصح بأن أعرف كم سعره وآخذه أنا وأنفق
ثمنه أو أبيعه وأنفق ثمنه؟
السؤال الثاني جزاكم الله خيراً هو عن والدي، أبي إذا هو لوحده ليس بين خالتي زوجته وفى القرية طالما يكثر الدعاء لي ويحبني ولأنني طائع وغير مقصر معه ما استطعت، وإذا هو بين خالتي وفى القرية يكون متغيرا جداً وعكس الأول يدعو علي وليس لي ويكون دائما في غضب، ما ردكم، هل أنا واقع في الذنب وأستحق ما يكون من أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبه أولاً إلى أن الإقدام على النذر مكروه مطلقاً، كما تقدم في الفتوى رقم: 56564.

ومن نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري.

ولا مانع من إعطاء أقاربك المذكورين من النذر، وراجع الفتوى رقم: 27782.

ولا يجوز لك أخذ الخاتم المذكور لنفسك ثم التصدق بثمنه لأنك نذرت التصدق بعينه لا بثمنه، قال الإمام النووي في المجموع: إذا نذر أن يهدي شيئاً معيناً من ثوب أو طعام أو دراهم أو عبيد أو دار أو شجر أو غير ذلك لزمه ما سماه ولا يجوز العدول عنه ولا إبداله. انتهى.

وعليه فالواجب عليك الوفاء بنذرك على الوجه الذي ذكرته فتصدق بالخاتم المذكور على مصارفه من الفقراء والمساكين، ولا تبعه وتتصدق بثمنه، وراجع الفتوى رقم: 43197، والفتوى رقم: 2559.

ثم من الواجب عليك برور والدك والإحسان إليه امتثالاً لقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف:15}، وقال تعالى في شأن الوالدين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}، كما يجب عليك الصبر على ما تلقاه من أذى والدك ففي ذلك أجر جزيل، وقد يكون ما ذكرت من الأذى من طرف والدك من قبيل الابتلاء والاختبار، وهذا له حكم متعددة سبق بيناها في الفتوى رقم: 13270.

كما قد يكون ما ذكرت عائدا إلى ذنوب ومخالفات شرعية صدرت منك لأنها من أسباب البلاء، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 44804، والفتوى رقم: 30004.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني