الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أم النبي صلى الله عليه وسلم التي دفنها ودعا لها

السؤال

سمعت أن أمهات الرسول (صلى الله عليه وسلم) خمس، وأعرف منهن السيدة آمنة، وثويبة، وحليمة، وأم أيمن الحبشية، وأريد أن أعرف الأم الخامسة التي هاجرت معه، وتوفيت، وبكى عليها (صلى الله عليه وسلم)، وصلى عليها، ودفنها، ودعا لها بأن يجيرها الله من ضمة القبر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان أمهات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة في الفتوى: 62806.

وأما أمه التي قال عنها صلى الله عليه وسلم (رحمك الله يا أمي)، فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم زوجة أبي طالب عمه، وأم علي -رضي الله عنه-، وقد كان -صلى الله عليه- وسلم يعيش في بيتها وهو في كفالة عمه أبي طالب بعد وفاة جده، وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا، كما ذكر أهل السير.

وفي مجمع الزوائد للهيثمي: ... فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، ويقال إنها أول هاشمية ولدت هاشميا، وقد أسلمت وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالمدينة وماتت ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.... ثم قال: وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيٍّ -رضي الله عنهما- دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ: "رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، تَجُوعِينَ وَتُشْبِعِينِي، وَتَعْرَيْنَ وَتَكْسِينِي، وَتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا وَتُطْعِمِينِي، تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ".

ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلَاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءَ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَمِيصَهُ فَأَلْبَسُهَا إِيَّاهُ، وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَغُلَامًا أَسْوَدَ يَحْفِرُونَ، فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفْرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاضْطَجَعَ فِيهِ، فَقَالَ: "اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني