الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأديب الأطفال بالضرب.. نظرة تربوية

السؤال

لي طفل صغير عمره ثلاث سنوات، لكنه عصبي جدًّا، وفي بعض الأحيان يضرب أمّه أثناء غضبه، فهل عقاب هذا الطفل الضرب أم الإسلام يحرم ضرب الأطفال؟ ويفضل إرشادي لطريق التربية الإسلامية، مع العلم أن هذا الطفل يتيم، وأنا زوج والدته، فهل ضرب الطفل اليتيم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الإسلام الآباء بتربية أبنائهم تربية صحيحة، بأن يدربوهم على الدِّين، والأخلاق الفاضلة الحميدة، وإن استدعى الأمر ضربهم في بعض الأحيان؛ لذلك فلا مانع منه، لكن بشرط أن يصل الطفل إلى سن التمييز؛ لأن الضرب قبل ذلك لا يفيد.

ولا شكّ أن ضرب الطفل الصغير ابن ثلاث سنين، ونحوها غير مشروع؛ لأنه يضرّ الطفل أكثر مما ينفعه، ولأنه ما زال في سن لا يعقل فيها معاني الزجر.

وبالنسبة لليتيم: فإنه يؤدب كما يؤدب غيره، ولكن بشرط أن يصل إلى سن يعقل معها معنى العقوبة، ويدرك المعنى الذي يراد منه الوصول إليه، ذكر عبد الرزاق في المصنف أن عائشة سئلت عن أدب اليتيم؟ فقالت: إني لأضرب أحدهم حتى ينبسط. وسأل رجل سعيد بن المسيب: مم يضرب الرجل يتيمه؟ قال: مم يضرب الرجل ولده.

فضرب اليتيم جائز، ولكن بشرط استحقاقه الضرب، ومنفعته له.

وبالنسبة لما سألت عنه من الإرشاد إلى طريق التربية الإسلامية، فملخص ما نقول لك فيه هو:

إن القدوة في المراحل الأولى من حياة الطفل تلعب دورًا هامًّا ورئيسًا في توجيه سلوكه، فهو إذا شعر بحب والديه للقرآن، والحرص على تطبيق أوامر الشرع من خلال تصرفاتهما؛ فإن هذا الشعور سوف ينتقل إليه تلقائيًّا، ودون جهد منهما.

وسيتولد لديه شعور بالارتياح نحو الدِّين.

وسيتعلم الاهتمام به، وعدم تفضيل أشياء أخرى عليه.

ويدرك مع مرور الزمن أن هذا الدِّين شيء عظيم، جليل، كريم، يجب احترامه، وحبه، وتقديسه.

وأخطر شيء على تربية الطفل هو أن ينهاه والده عن الشيء، مع ممارسة الوالد لما ينهى عنه؛ فحينئذ سيفقد الطفل الثقة بجدوى أوامر الوالد، ويعتقد أنه إنما ينهى عما ينهى عنه ليختص به نفسه، يقول بعض المربين: إن التهذيب بالأعمال خير من التهذيب بالأقوال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني