الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب رد المال لوالدك إلا أن يسامح

السؤال

أنا طالب جامعي مغترب مصدر دخلي المكافآت الشهرية و المصروف الشهري للوالد ( 1000 ريال ) و قد قررت إدخار ما أستطيع من المكافآت للاعتماد على نفسي بعد التخرج و والدي رجل ثري و لكنه لم يقتنع بشراء السيارة التي كنت أرغب بها إلا عندما أخبرته بأنني سأدفع كل ما أدخر ليوافق ( و كنت أملك حينها حوالي 18000 ريال جمعتها في سنتين تقريبا و أخبرته بأن كل ما لدي 8000 ريال و أخفيت أمر ال 10000 ريال الأخرى ) فوافق و اشترى السيارة ب 220000 ريال دفعت منها 8000 ريال. و الآن و بعد 3 سنوات بعت هذه السيارة ب 146000 ريال، فهل كامل هذا المبلغ لي أم أن لوالدي مبلغ ال 10000 ريال الذي لم أفصح عنه؟ ماذا يلزمني؟ علما بأنني لا أستطيع إخباره بكذبي كي لا تتشوه صورتي أمامه. أرجو توضيح قول جمهور العلماء في هذه المسألة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والدك لم يرض بشراء السيارة لك إلا إذا دفعت من ثمنها كل ما تملك من المال فهذه العشرة آلاف- التي أخفيت عنه أنك تملكها ولم تدفعها ودفعها هو- حق له يجب عليك مع التوبة إلى الله أن تردها إليه إلا أن يسامحك فيها، والأصل في ذلك عموم قوله صلى الله عليه وسلم : المسلمون عند شروطهم فيما أحل . رواه الطبراني . ولا يلزم أن تردها إليه بطريقة مباشرة بل لو رددتها إليه بطريقة غير مباشرة كفى ذلك ، وراجع الفتوى رقم : 19699 ، وأما مبلغ ال 146000 ريال فهو ملك لك لأنه ثمن سيارتك التي بعتها، لكن إذا كنت لا تملك مالا غيره توفي منه والدك العشرة آلاف ، فعليك أن تعطيه منه هذه العشرة إلا أن يسامحك كما تقدم .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني