الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من عشق فكتم وعف ومات هل يكون شهيدا

السؤال

عندي سؤال أرجو الإجابه عليه:ورد حديث: من عشق وكتم وعف فمات، فهو شهيد. في سنده ضعف، لكن معناه صحيح.أنا بالفعل عشقت شخصا بجنون وكنا نعمل معا ولكنه ترك العمل وذهب إلى بلده وطوال فترة طويلة لم أستطع نسيانه بل تقدم لي البعض ولكني رفضتهم ولو تقدم لي هو لوافقت حيث لم يعد لي الرغبة في أي شخص آخر ولتأكدي من مبادلتي هو لنفس الشعور ولكن عدم استطاعته الزواج لأنه أصلا متزوج هذا ما قاله، بعد ذلك بعدة سنوات لم أستطع كتمان حبه في قلبي وكان لا بد لي أن أبوح لشخص ما دون أن أعرفه أو يعرفني،، وخطرت لي فكرة هي البحث عن صديقة عبر الإنترنت وبالفعل وجدتها ولكني لم أعطها اسمي الحقيقي ولا اسم الشخص الذي أحببته بل حكيت لها القصة فقط. فهل يعتبر هذا بوح وهل إذا مت أكون شهيده أم لا ؟أفتوني وجزاكم الله خيرا؟؟؟؟ أرجوكم لا تحولوني على فتاوى سابقة لأني قد قرأتها كلها ولم أجد إجابة على سؤالي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي ذكرت : من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد . في سنده ضعف بل ذهب بعض أهل العلم إلى أنه حديث موضوع ، كما بين ذلك الشيخ الألباني وغيره . ولكن معناه قد صحح منه أهل العلم ما تعلق بالعفة والتقوى . قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر هذا الحديث : لكن المعنى الذي ذكره دل عليه الكتاب والسنة ، فإن الله أمرنا بالتقوى والصبر ، فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله ، من نظر بعين ، ومن لفظ لسان ، ومن حركة بيد ورجل )

ووردت أخبار تعضد هذا المعنى ، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة . وما بين لحييه : يعني اللسان ، وما بين رجليه : يعني الفرج .

وعليه فإذا كنت قد اتقيت الله حقاً في عشقك ، ولم تحصل منك خلاله أية مخالفة وكنت صابرة محتسبة ، فنرجو الله أن يجعل لك بذلك حظاً من الشهادة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني