الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الزوج الكلام مع امرأته وولده

السؤال

زوجي إنسان طيب جدا، نعيش في الغرب مند 10 سنوات ليس لدي عائلة هنا وهو كل عائلتي هنا منذ أكثر من 7 سنوات لا يكلمني سوى عندما يدخل يسلم أو في بعض الأوقات الخاصة حتى عندما يحتاج شيء في البيت لا يطلبه قط و يبدأ البحث عنه حتى أتطوع وأقول له عن مكانه أما مع ابنه يتكلم بالإشارات قليلا ما يقول له شيء حتى بعض المرات عندما يضربه لا يقول له عن السبب وعندما يسألني لماذا ضربه أبحث عن أي سبب ولكن العلاقة التي بينهم لا بأس بها
أما أنا فلم أستطع التأقلم مع هذا الوضع خصوصا في الغربة والوحدة حتى أصبحت أشك في نفسي وأصبحت كأني لا أعرفه كل ليلة نجلس في الصالون مع بعض أمام التلفاز يبقى هكذا لانسمع منه ولاكلمة ثم يذهب إلى النوم.
عمري 39 سنة عندي الضغط والقلب أترككم لتخيل الحياة التي أعيشها مع زوجي وأكرر وأقول إنه طيب و أمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من العشرة بالمعروف، ولا من الاستيصاء بالمرأة خيرا، عدم الكلام معها، بل ينبغي على الزوج أن يحدث زوجته، ويلاطفها بالكلام ويضاحكها ويمازحها، بل ويلاعبها ، وفي الحديث: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وفي رواية : وتضاحكها وتضاحكك. رواه مسلم

ويتأكد ذلك في حق الزوجة في بلاد الغربة، حيث لا أنيس ولا جليس.

كما أن للولد حقا في التربية والحنو عليه من قبل والده، وقد كان صلى الله عليه وسلم يلاعب الأطفال ويقبلهم ويقول: من لا يَرحم لا يُرحم. رواه مسلم عن أبي هريرة.

أما الأخت الفاضلة، فنقول لها ابحثي عن سبب عزوف زوجك عن الكلام معكما، لاسيما أن هذا العزوف بحسب كلامك حدث منذ سبع سنين ، ومعنى هذا أنه كان يتحدث معكما قبل هذه المدة، فهو ليس طبعا له ، وإذا كان كذلك فلابد أن له سببا، فهل يرجع سبب ذلك إليك، فإذا كان كذلك فأظهري له الندم على ذلك الفعل واعتذري منه، وأريه من نفسك ما يحب وتجنبي ما يكره، وإذا كان حلف على أن لا يتكلم مثلا، فهناك كفارة لليمين، وعلى كل حال فمعرفتك لسبب حالته تلك يقربك من الوصول لحلها.

ونرشدك إلى أن تستغلي وقت راحته وفرحه ونجاحه بملاطفته بالكلام في هذه الأوقات، وبتقدير جهده وعمله وتعبه، والثناء عليه، والتحدث بما له عليكما من الفضل، ولا تنسي أن تهيئي له المنزل المريح ، والطعام الشهي ، وأن تتزيني له ، بما يشرح خاطره، ويدعوه إلى الكلام، كما ينبغي لك الاقتراب منه أكثر، وإشعاره بالحنان، مع التلميح له والهمس في أذنه بعدم رضاك عن هذه الحال، ونصحه بعدم جواز ما يفعله ، وأنه ربما يأثم على ذلك، كما ينبغي لكم جميعا المواظبة على أذكار الصباح والمساء فربما هذا الزوج قد أصيب بعين أو نحو ذلك.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني