الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذب المرء الغيبة عن نفسه

السؤال

هناك قول يقال إنه قد قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو (رحم الله امرأ ذب الغيبة عن نفسه).
إذا كان هذا القول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن المقصود في هذا القول؟
مع العلم أني أمشي مثلا 8 كيلومتر يوميا لأوفر النقود فهل ينطبق علي هذا القول مثلا لو قيل عني بخيل؟.
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف فيما اطلعنا عليه من كتب السنة على خبر بهذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن مقاصد الشريعة دالة على معناه لأن حفظ العرض من الضروريات الست المتفق عليها في جميع الشرائع السماوية، وفي حديث صفية ما يدل عليه أيضا فقد كانت عند رسول الله صلي الله عليه وسلم في معتكفه فخرج يودعها فمر به رجلان من الأنصار ورأوها معه فانطلقا مسرعين فقال: على رسلكما إنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا. متفق عليه.

فبين لهما لئلا يظنا به سوءا فيهلكا، وانظر الفتوى رقم: 27448، فينبغي للمسلم استشعار تلك المعاني العظيمة فيدرأ عن نفسه قيل الناس بالتنزه عن مواطن التهم وكل ما يدعوهم إلى ظن السوء به، وقديما قيل:

ومن دعى الناس إلى ذمه * ذموه بالحق وبالباطل

فلا ينبغي أن تعرض عرضك وتنصبه غرضا لحديث الناس فيقعوا فيه. والمبالغة في الشح والتقتير علي النفس أمر مذموم قال تعالى: وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا {الإسراء: 29}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني