الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف الشرعي من مصافحة الأجنبية

السؤال

سؤالي إن شاء الله يتعلق بمصافحة النساء للرجال أو بالعكس فرغم كل الفتاوى التي جاءت عن طريق الشبكة الإسلامية لم تقنع زوجتي التي تصر على مواصلة المصافحة باليد للأقارب رغم معاتبتي لها فهي تقول إن هناك علماء أجازوا ذلك وهي متدينة لكن من الصعب إقناعها في الأمور الدينية وهذا يؤلمني فبماذا تنصحونها وشكرا لكم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم المصافحة بين الرجال والنساء وأقوال أهل العلم فيها في الفتوى رقم: 1025، ورقم: 27658 وذكرنا أنه لا خلاف بين أهل العلم في حرمتها؛ سوى مسألة العجوزين اللذين لا يشتهيان فاستثناها بعضهم من ذلك الحكم؛ كما بينا في الفتوى رقم: 31780.

وأما ما تعتمد عليه زوجتك وتحتج به مما ذهب إليه بعض المعاصرين في ذلك.. فينبغي أن تعلم أن من تتبع زلة كل عالم تجمع فيه الشر كله وضل وزاغ لأن المجتهد قد يخطئ. قال المزي في تهذيب الكمال: وقال غسان بن المفضل عن خالد بن الحارث: قال سليمان التميمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وعلى فرض أن الأمر مشتبه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في المشتبهات: إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه... إلى آخره. متفق عليه.

وحتى لو فرض كون المصافحة جائزة فإنه يحرم عليها فعلها لنهيك إياها عنها؛ إذ طاعة الزوج واجبة إذا أمر بفعل مباح أو ترك جائز؛ كما بينا في الفتوى رقم: 1780 وننصحها أن تتقي الله عز وجل وتترك هذا الفعل الشنيع فإنها مسؤولة عنه بين يدي الله، وسيختم على لسانها وتشهد جوارحها بما كانت تفعل، كما قال تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {يس: 65} فلتعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا.

نسأل المولى جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقها ويهدي قلبها ويريها الحق حقا ويرزقها اتباعه ويريها الباطل باطلا ويرزقها اجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني